لما احتوى الناصر صلاح الدين على ذخائر قصر الحاكم الفاطمي العاضد بالله، وجد فيه طبلا كان بالقرب من موضع العاضد محتفظا به، فلما رأوه سخروا منه. فضرب عليه إنسان فأخرج ريحا، فضحكوا منه، ثم أمسكه آخر وضربه، فأخرج ريحا فضحكوا عليه، فكسروه استهزاء وسخرية، ولم يدروا خاصيته. وكان الفائدة فيه أنه وضع للقولنج- القولون-، فلما أخبروا بخاصيته ندموا على كسره.
من عجائب الكنوز:
1-لما قتل الأفضل بن أمير الجيوش في شهر رمضان سنة خمس عشرة وخمسمائة من الهجرة، خلّف بعده مائة ألف ألف دينار، ومن الدراهم مائة وخمسين أردبا وخمسة وسبعين ألف ثوب ديباج ودواة من الذهب قوم ما عليها من الجواهر واليواقيت بمائتي ألف دينار. وترك عشرة بيوت في كل بيت منها مسمار ذهب قيمته مائة دينار على كل مسمار عمامة لونا، وخلف كعبة عنبر يجعل عليه ثيابه إذا نزعها، وخلف عشرة صناديق مملوءة من الجوهر الفائق الذي لا يوجد مثله. كما ترك أيضا خمسمائة صندوق كبار لكسوة حشمه وخلف من الزبادي الصيني والبلور المحكم حمل مائة جمل، وخلف عشرة آلاف معلقة فضة، وثلاثة آلاف معلقة ذهب، وعشرة آلاف زباية فضة كبار وصغار، وأربع قدور ذهبا كل قدر وزنها مائة رطل، وسبعمائة جام ذهبا بفصوص زمرد، وألف خريطة مملوءة دراهم خارجا عن الأرادب في كل خريطة عشرة آلاف درهم. أما ما تركه من الخدم والرقيق والخيل والبغال والجمال وحلى النساء ما لا يحصي عدده إلا الله تعالى، وخلف ألف حسكة ذهبا وألفي حسكة فضة، وثلاثة آلاف نرجسة ذهبا، وخمسة آلاف نرجسة فضة، وألف صورة ذهبا وألف صورة فضة منقوشة عمل المغرب، وثلاثمائة إناء ذهبا، وأربعة آلاف فضة. 2- وترك هشام بن عبد الملك بعد موته اثني عشر ألف قميص وشي، وعشرة آلاف تكة حرير. وحملت كسوته لما حج على سبعمائة جمل، وترك بعد وفاته أحد عشر ألف ألف دينار، ولم تأت دولة بني العباس إلا وجميع أولاده فقراء لا مال لواحد منهم، وبين الدولة العباسية ووفاة هشام سبع سنين. 3- ولما فتح قتيبة بن مسلم بخارى في سنة تسع وثمانين وجد فيها قدر ذهب ينزل إليها بسلالم. 4- ودفع مصعب بن الزبير حين أحس بالقتل إلى زياد مولاه فصّا من ياقوت أحمر، وقال له انج به، وكان قد قوم ذلك الفص ما قيمته مليون درهم، فأخذه زياد ورضه بين حجرين وقال: والله لا ينتفع به أحد بعد مصعب.