اعلم يا أخي أن العبد المؤمن وإن أطاع الشيطان بنفسه فهو غير راض بقلبه وإنما مثله كمثل الواقع في نجاسة وبين يديه غدير ماء طاهر فيكون قلبه مع الماء وإن كانت نفسه في النجاسة فيكون سببا لطهارته.
كذلك نفس المؤمن وإن كانت في نجاسة المعصية فإن قلبه مع الله ومع محبته فيكون ذلك سببا لطهارته من المعصية.
فائدة عظيمة:
والأصل في هذا أن الله تعالى يعامل العباد على عقائد قلوبهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (إن الله لا ينظر إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم) وفي هذا الحديث نكتة حسنة وهو أن المنافق يذكر كلمة التوحيد باللسان وهو لا يرضاها بالقلب فهو لا يثاب يوم القيامة على إقراره باللسان هكذا المؤمن يعمل المعاصي بالإدمان لكنه لا يرضاها فنرجو أن لا يعاقب.
يقول الشاعر:
إني تعوذت بالعظيم .. الأول الآخر القديم
ذي الطول والفضل والمعالي .. الماجد الواحد الكريم
من شر نفسي ومن هواها .. وشر شيطانها الرجيم
أعوذ بالله من شر لا يزول أعوذ بالله من عذاب لا يحول أعوذ بالله من مخالفة الرسول
التمسك بالسنة وعدم مخالفتها
طاعة سيد المرسلين والتمسك بسنة خاتم النبيين وبمخالفة الشيطان اللعين تنجيكم من العذاب المهين، ويدخلكم الجنة مع أوليائه المتقين وتنظروا إلى وجه رب العالمين.
فأعوذ بالله من الملوك العاتية أعوذ بالله من القلوب القاسية أعوذ بالله من الهوام العادية أعوذ بالله من اللصوص الضارية أعوذ بالله من جور السلاطين أعوذ بالله من كيد الشياطين أعوذ بالله من أذى المساكين.. إخواننا إياكم ومخالفة السنة فإن ذلك يبعدكم من الجنة
حكايات عجيبة:
1-روي عن مجاهد رضي الله عنه أنه قال من ذرية إبليس اللعين ولد يسمى زكبتور وهو صاحب الأسواق يضع فيها رايته كل يوم.. فالله الله عباد الله لا تبذلوا مهجتكم للنيران.. ولا ترضوا بالزيادة والنقصان في المكيال والميزان فإن ذلك يؤدي إلى عذاب النيران.
2- وروي عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وجبريل عليه السلام معه فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ فإذا بعفريت قد أقبل من مردة الجن وفي يده شعلة نار وهو يقرب من النبي صلى الله عليه وسلم فقال جبريل عليه السلام يا محمد ألا أعلمك كلمات تقولها فينكب العفريت لوجهه وتطفأ شعلته قال له قل أعوذ بنور وجه الله الكريم وكلماته التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما ذرأ في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها ومن شر فتن الليل والنهار ومن شر طوارق النهار إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن.
فقالها النبي صلى الله عليه وسلم فكبّ العفريت على وجهه وطفئت شعلته.