قال النبي صلى الله عليه وسلم : إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: "إذا لم تستح فاصنع ما شئت".
أقسام الحياء:
يقول أحد الحكماء: " الحياء اسم يشتمل على مجانبة المكروه من الخصال والحياء حيّان:
1-استحياء العبد من الله جل وعلا عند الاهتمام بمباشرة ما خطر عليه.
2- استحياء من المخلوقين عند الدخول فيما يكرهون من القول والفعل معا.
والحيّان جميعا محمودان إلا أن أحدهما فرض والآخر فضل فلزوم الحياء عند مجانبة ما نهى الله عنه فرض ولزوم الحياء عند مقارفة ما كره الناس فضل.
فوائد وآداب:
1-المرء إذا اشتد حياؤه صان عرضه ودفن مساويه ونشر محاسنه.
2- ومن ذهب حياؤه ذهب سروره ومن ذهب سروره هان على الناس ومقت من مقت أوذي ومن أوذي حزن ومن حزن فقد عقله ومن أصيب في عقله كان أكثر قوله عليه لا له.
3- لا دواء لمن لا حياء له ولا حياء لمن لا وفاء له ولا وفاء لمن لا إخاء له ومن قل حياؤه صنع ما شاء.
4- وقال سفيان الثوري :" ألأم شيء في المؤمن الفحش".
5- وقال الإمام أبو حاتم الدارمي: الواجب على العاقل لزوم الحياء لأنه أصل العقل وبذر الخير وتركه أصل الجهل وبذر الشر والحياء يدل على العقل كما أن عدمه دال على الجهل ومن لم ينصف الناس منه حياؤه لم ينصفه منهم قحته.
اقرأ أيضا:
"القلم أحدُّ اللسانين واللبن أحد اللحمين" .. من هو أول من خط بالقلم؟ماذا قال الصديق أبو بكر عن الحياء؟
قال الإمام الزهري: قال الصديق أبو بكر الصديق يوما وهو يخطب : أيها الناس استحيوا من الله فوالله ما خرجت لحاجة منذ بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أريد الغائط إلا وأنا مقنع رأسي حياء من الله.
وعن الصحابي الجليل زيد بن ثابت قال: من لا يستحي من الناس لا يستحي من الله.
فالواجب على العاقل أن يعود نفسه لزوم الحياء من الناس وإن من أعظم بركته تعويد النفس ركوب الخصال المحمودة ومجانبتها الخلال المذمومة.
كما أن من أعظم بركة الحياء من الله الفوز من النار بلزوم الحياء عند مجانبة ما نهى الله عنه لأن ابن آدم مطبوع على الكرم واللؤم معا في المعاملة بينه وبين الله والعشرة بينه وبين المخلوقين وإذا قوى حياؤه قوى كرمه وضعف لؤمه وإذا ضعف حياؤه قوى لؤمه وضعف كرمه.
وقد قال سفيان بن عيينة :إذا رأيت الرجل قليل الحياء فاعلم أنه مدخول في نسبه.