من أراد أن تصدق رؤياه فعليه أن يتحلى بأخلاق الإسلام ويتمسك بها؛ لأنها محض فضل من الله عز وجل، ومن أراد الحصول على فضل الله فعليه بطاعته فما عند الله لا ينال إلا بطاعته. والرؤيا الصادقة من مبشرات النبوة فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم : (إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له) رواه مسلم. فمن أراد أن تصدق رؤياه فعليه أن يتحلى بالتالي:
- أن يتعود الصدق فى أقواله مصداقًا لقوله صلى الله عليه وسلم: (أصدقكم رؤيا أصدقكم حديثًا) رواه مسلم. وقال ابن القيم فى تهذيب مدارج السالكين: من أراد أن تصدق رؤياه فليتحر الصدق وأكل الحلال والمحافظة على الأمر والنهى ولينم على طهارة كاملة مستقبلاً القبلة ويذكر الله حتى تغلبه عيناه، فإن رؤياه لا تكاد تكذب البتة.
- تقوى الله عز وجل لقوله تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِى الْآخِرَةِ ۚ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (64) يونس. ذكر العلماء أن من البشرى فى الدنيا الرؤيا الصالحة التى يراها المؤمن أو تُرى له. والتقوى أن تترك ما تهوى لما تخشى.

- أن يلتزم بآداب النوم ومنها:

أ. النية الصادقة: فكان سيدنا معاذ رضى الله عنه ينوى قبل نومه ويقول: (إنى لأحتسب نومتى كما أحتسب قومتي). رواه البخارى.
ب. أن ينام على طهارة فعن أبى ذر رضى الله عنه: (أوصانى خليلى بثلاث لا أدعهن حتى أموت: صوم ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتى الفجر، وأن لا أنام إلا على طهر). رواه البخارى.
جــ. أن يتوب قبل نومه فربما كانت النومة الأخيرة وخرجت الروح ولم تعد إليه، كما قال تعالى: (اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِى لَمْ تَمُتْ فِى مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَتِى قَضَى عَلَيْهَا المَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُّسْمًّى إِنَّ فِى ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (الزمر 42).
د. أن ينام على جنبه الأيمن، فإن النبى صلى الله عليه وسلم كان يحب التيامن فى كل شيء وكان يضع يده اليمنى تحت خده الأيمن ويقول: (اللهم قنى عذابك يوم تبعث عبادك).
هـ. عدم النوم على البطن؛ لما ورد عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن هذه ضجعة يبغضها الله).
و. إذا قام من فراشه ثم رجع فلينفضه؛ فعن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال النبى صلى الله عليه وسلم: (إذا أوى أحدكم إلى فراشة فليأخذ داخلة إزاره فلينفض بها فراشه وليسم الله فإنه لا يعلم ما خلفه بعده على فراشه) رواه مسلم.
ل. أن يكتب وصيته قبل نومه، فعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال (ما حق امرئ مسلم له شىء يوصى به يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده) رواه البخارى ومسلم.
- أن يدعو الله أن يرزقه الرؤيا الصالحة: ذكر أبو سعيد الواعظ فى مقدمته أن عائشة رضي الله عنه كانت إذا أخذت مضجعها قالت: (اللهم إنى أسألك رؤيا صالحة صادقة غير كاذبة نافعة غير ضارة حافظة غير ناسية)
- أن يحافظ على سنن الفطرة من حف الشارب وقص الأظاهر؛ فقد روى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه كان يسأل أصحابه كل يوم (هل رأى أحد منكم البارحة رؤيا) فيقصونها عليه فيعبرها لهم، ثم سألهم أيامًا فلم يقص عليه أحد منهم رؤيا فقال لهم: (كيف ترون وفى أظافركم الرفع) وهى إشارة إلى طول الأظافر، فمخالفة السنة كانت سببًا فى انقطاع الرؤيا، فكيف بمن يعص الله ويقصر فى الطاعات ويترك صلاة الجماعة ويغفل عن ذكر الله!.

اقرأ أيضا:

الذهاب إلى الحج في المنام؟!

 - أن يلتزم بأذكار النوم:

أ- كان النبى صلى الله عليه وسلم إذا آوى إلى فراشة كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فيقرأ فيهما (قل هو الله أحد..) و(قل أعوذ برب الفلق..) و(قل أعوذ برب الناس..) ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات. رواه البخارى ومسلم.
ب-إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسى (الله لا إله إلا هو الحى القيوم..) فمن قرأها إذا أوى إلى فراشه فإنه لن يزال عليه من الله حافظ ولا يقربه الشيطان حتى يصبح) رواه البخارى.
ج- (آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ). آخر آيتين فى البقرة من قرأهما فى ليلته كفتاه. رواه البخارى ومسلم.
د- أدعية النوم: (باسمك ربى وضعت جنبى وبك أرفعه فإن أمسكت نفسى فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين) البخارى. ومن ذلك (باسمك اللهم أموت وأحيا). ومن ذلك أن يقول: سبحان الله (ثلاثًا وثلاثين) والحمد لله (ثلاثًا وثلاثين) والله أكبر (أربعًا وثلاثين). ومن ذلك (اللهم أسلمت نفسى إليك وفوضت أمرى إليك ووجهت وجهى إليك وألجأت ظهرى إليك رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك آمنت بكتابك الذى أنزلت وبنبيك الذى أرسلت) قال النبى صلى الله عليه وسلم لمن قال ذلك: (فإن مِتَّ مِتَّ على الفطرة) البخارى ومسلم. والله أعلم

*/للتواصل مع الأستاذ عبدالحي العسكري معبر الرؤى والأحلام . [email protected]