قال الله تعالى : "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا"، فطريق الجنة له سبل وطرق، والسائر إلى الله ينبغي أن يطرق معظم الطرق، ويجعل له خبيئة بينه وبين الله، ربما كانت هذه الخبيئة هي سبب دخوله الجنة.
ومن أعظم الأمور التي يجب على الإنسان الاعتناء بها هو ما يتعلق بالقلب وفي مقدمته البعد عن الحسد لأنه كان سبب مروق إبليس عليه لعنة الله وطرده من رحمة الله التي وسعت كل شيء.
والحسد هو اسم يقع على إرادة زوال النعم عن غيره وحلولها فيه فأما من رأى الخير في أخيه وتمنى التوفيق لمثله أو الظفر بحاله وهو غير مريد لزوال ما فيه أخوه فليس هذا بالحسد الذي ذم ونهي عنه.
حكم ومحاذير:
1-قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا.
2- وقال الإمام أبو حاتم الدرامي : الواجب على العاقل مجانبة الحسد على الأحوال كلها فإن أهون خصال الحسد هو ترك الرضا بالقضاء وإرادة ضد ما حكم الله جل وعلا لعباده ثم انطواء الضمير على إرادة زوال النعم عن المسلم.. والحاسد لا تهدأ روحه ولا يستريح بدنه إلا عند رؤية زوال النعمة عن أخيه وهيهات أن يساعد القضاء ما يخفيه الحساد في أحشائهم.
3- قال ابن سيرين: ما حسدت أحدا على شيء من الدنيا لأنه إن كان من أهل الجنة فكيف أحسده على شيء من الدنيا وهو يصير إلى الجنة وإن كان من أهل النار فكيف أحسده على شيء من الدنيا وهو يصير إلى النار عنه.. الحسد من أخلاق اللئام وتركه من أفعال الكرام ولكل حريق مطفيء ونار الحسد لا تطفأ.
4- من الحسد يتولد الحقد والحقد أصل الشر.. ومن أضمر الشر في قلبه أنبت له نباتا مرا مذاقه نماؤه الغيظ وثمرته الندم.
5- ورأى موسى رجلا عند العرش فغبطه بمكانه فسأل عن عمله: فكان لا يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله ولا يعقّ والديه.. قال: وكيف يعق والديه قال: يستثب لهما حتى يسبّا.. ولا يمشي بالنميمة.
6- وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ما من أحد عنده نعمة إلا وجدت له حاسدا ولو كان المرء أقوم من القدح لوجدت له غامزا وما ضرت كلمة لم يكن لها خواطب.
اقرأ أيضا:
هل القلوب تصدأ .. وما الفرق بين "الران" و" الطبع" على القلب؟