المعاصي قبيحة العواقب سيئة المنتهى وهي وإن سرّ عاجلها ضرّ آجلها.. ولربما تعجل ضرها فمن أراد طيب عيشه فليلزم التقوى فقد روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال ربكم عز وجل لو أن عبادي أطاعوني لسقيتهم المطر بالليل وأطلعت عليهم الشمس بالنهار ولم أسمعهم صوت الرعد.
فتفكر وفقك الله في أن الذنوب تنقضي لذتها وتبقى تبعتها.. ثم تفكر وفقك الله فيما أكسبك الذنب من الخجل فقد قيل للأسود ابن يزيد عند موته أبشر بالمغفرة فقال وأين الخجل مما المغفرة منه.
آداب ومواعظ:
1-وذكر الأصمعي عن أبيه قال: كان شيخ يدور على المجالس ويقول من سرّه أن تدوم له العافية فليتق الله عز وجل.
2- وقال الفضيل بن عياض: إني لأعصي الله فأعرف ذلك في خلق دابتي وجاريتي.
3- وقال العابد الصوفي الإمام أبو سليمان الداراني: من صفى صفي له ومن كدر كدر عليه ومن أحسن في ليله كوفئ في نهاره ومن أحسن في نهاره كوفئ في ليله.
4- وروي عن بعض الصالحين أنه انقطع نعله في عدوه إلى الجمعة فقال إنما انقطع لأني لم أغتسل للجمعة.
5- وكان بعض الحكماء يقول إن استطعت أن لا تسيء إلى من تحب فافعل.. قيل له: كيف يسيء الإنسان إلى من يحب فقال: إذا عصيت الله أسأت إلى نفسك وهي أكبر محبوباتك.
6- وقيل لبعض الحكماء: من أشد الناس اغترارا فقال أشدهم تهاونا بالذنب فقيل له علام تبكي فقال: على ساعات الذنوب.. قيل علام تأسف قال: على ساعات الغفلة
7- وكان بعض الحكماء يقول: هب أن المسيء قد غفر له أليس قد فاته ثواب المحسنين.
8- وقال أحد العبّاد: من الاغترار أن تسيء فيحسن إليك فتترك التوبة توهما أنك تسامح في الهفوات.
9- وكان سفيان الثوري كثيرا ما يتمثل:
تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها .. من الحرام ويبقى الإثم والعار
تبقى عواقب سوء في مغبتها .. لا خير في لذة من بعدها النار