من أشاع السوء على أخيه المؤمن وتتبع عيوبه وكشف عورته فإن الله يتبع عورته ويفضحه ولو في جوف بيته كما روي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : «لا تظهر الشماتة بأخيك فيعافيه الله ويبتليك».
وفي الحديث أيضا: «من عير أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله».
آداب ومحاذير:
1-قال الحسن البصري رحمه الله: " كان يقال: من عير أخاه بذنب تاب منه لم يمت حتى يبتليه الله به ".
2- ومن عجائب الابتلاء بالمعايرة ما روي عن الصحابي ابن مسعود: «البلاء موكل بالمنطق فلو أن رجلا عير رجلا برضاع كلبة لرضعها» .
3- ولما ركب ابن سيرين الدين وحبس به قال: " إني أعرف الذنب الذي أصابني هذا عيرت رجلا منذ أربعين سنة فقلت له: يا مفلس".
مظاهر وأشكال المعايرة:
1-إظهار السوء وإشاعته في قالب النصح وزعم أنه إنما يحمله على ذلك العيوب إما عاما أو خاصا وكان في الباطن إنما غرضه التعيير والأذى فهو من إخوان المنافقين الذين ذمهم الله في كتابه في مواضع فإن الله تعالى ذم من أظهر فعلا أو قولا حسنا وأراد به التوصل إلى غرض فاسد يقصده في الباطن وعد ذلك من خصال النفاق، ومن ذلك ما ذكر في سورة التوبة التي هتك فيها ستر المنافقين وفضحهم بأوصافهم الخبيثة: " والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد إنهم لكاذبون".
وقال تعالى: " لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم".. وهذه الآية نزلت في اليهود لما سألهم النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء فكتموه وأخبروه بغيره وقد أروه أن قد أخبروه بما سألهم عنه واستحمدوا بذلك عليه وفرحوا بما أتوا من كتمانه وما سألهم عنه.
2- هذه الخصال خصال اليهود والمنافقين وهو أن يظهر الإنسان في الظاهر قولا أو فعلا وهو في الصورة التي ظهر عليها حسن ومقصوده بذلك التوصل إلى غرض فاسد فيحمده على ما أظهر من ذلك الحسن ويتوصل هو به إلى غرضه الفاسد الذي هو أبطنه ويفرح هو بحمده على ذلك الذي أظهر أنه حسن وفي الباطن شيء وعلى توصله في الباطن إلى غرضه السييء فتتم له الفائدة وتنفذ له الحيلة بهذا الخداع.
ومن كانت هذه همته فهو داخل في هذه الآية ولا بد فهو متوعد بالعذاب الأليم.
اظهار أخبار متعلقة
احذر هذا الشيء:
ربما يريد الإنسان ذم رجل وتنقصه وإظهار عيبه لينفر الناس عنه إما محبة لإيذائه أو لعداوته أو مخافة من مزاحمته على مال أو رئاسة أو غير ذلك من الأسباب المذمومة فلا يتوصل إلى ذلك إلا بإظهار الطعن فيه بسبب ديني مثل: أن يكون قد رد قولا ضعيفا من أقوال عالم مشهور فيشيع بين من يعظم ذلك العالم أن فلانا يبغض هذا العالم ويذمه ويطعن عليه فيغرّ بذلك كل من يعظمه ويوهمهم أن بغض الراد، لأنه ذب عن ذلك العالم ورفع الأذى عنه وذلك قربة إلى تعالى وطاعته.