عجبًا لمن يشتري العبيد بالأموال ويزهد في شراء الأحرار بالمعروف
بقلم |
عامر عبدالحميد |
الاحد 21 ابريل 2024 - 12:48 م
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم السخي قريب من الله قريب من الناس والبخيل بعيد من الله بعيد من الناس ولسخي جاهل أحب إلى الله من بخيل عابد. قال الإمام أبو حاتم الدارمي رحمه الله: فالواجب على العاقل إذا أمكنه الله تعالى من حطام هذه الدنيا الفانية وعلم زوالها عنه وانقلابها إلى غيره وأنه لا ينفعه في الآخرة إلا ما قدم من الأعمال الصالحة أن يبلغ مجهوده في أداء الحقوق في ماله والقيام بالواجب في أسبابه مبتغيا بذلك الثواب في العقبى والذكر الجميل في الدنيا إذ السخاء محبة ومحمدة كما أن البخل مذمة ومبغضة ولا خير في المال إلا مع الجود كما لا خير في المنطق إلا مع المخبر.
فوائد وحكم:
1-قال الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور لابنه المهدي : اعلم أن رضاء الناس غاية لا تدرك فتحبب إليهم بالإحسان جهدك وتودد إليهم بالإفضال واقصد بإفضالك موضع الحاجة منهم. 2-عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: من آتاه الله منكم مالا فليصل به القرابة وليحسن فيه الضيافة وليفك فيه العاني والأسير وابن السبيل والمساكين والفقراء والمجاهدين وليصبر فيه على النائبة فإن بهذه الخصال ينال كرم الدنيا وشرف الآخرة. 3- وقال ابن السماك واعظ هارون الرشيد: قال يا عجبي لمن يشتري المماليك بالثمن ولا يشتري الأحرار بالمعروف. 4- وقيل للحسن ما معنى قوله صلى لله عليه وسلم: اليد العليا خير من اليد السفلى قال يد المعطي خير من يد المانع. 5- قال أبو حاتم الدارمي: -البخل شجرة في النار أغصانها في الدنيا من تعلق بغصن من أغصانها جره إلى النار كما أن الجود شجرة في الجنة أغصانها في الدنيا فمن تعلق بغصن من أغصانها جره إلى الجنة. - والجنة دار الأسخياء والبخيل يقال له في أول درجته البخيل فإذا عتا وطغى في الإمساك يقال له الشحيح فإذا ذم الجود والأسخياء يقال له لئيم فإذا صار يحتج للبخلاء ويعذرهم في فعالهم يقال له الملائم. - أجود الجود من جاد بماله وصان نفسه عن مال غيره ومن جاد ساد كما أن من بخل رذل. - الجود حارس الأعراض كما أن العفو زكاة العقل ومن أتم الجود أن يتعرى عن المنة، لأن الامتنان يهدم الصنائع.