أفعال السادة والأشراف من الناس صارت نموذجا يقتدى به لما فيها من الحفاظ على القيم وكرامة النفوس وصيانتها.
1-قال الأصمعي : أخبرنا قاضي المدينة أن الصحابي طلحة بن عبيد الله، كان يقال له: طلحة الخير، وطلحة الفياض، وطلحة الطلحات، وذلك أنه فدى عشرة من أسارى بدر وجاء يمشي بينهم، وأنه سئل برحم فقال: ما سئلت بهذه الرحم قبل اليوم، وقد بعت حائطا لي بتسعمائة ألف درهم وأنا فيه بالخيار، فإن شئت ارتجعته وأعطيتكه، وإن شئت أعطيتك ثمنه.
2- كان معد يكرب بن أبرهة جالسا مع عبد العزيز بن مروان على سريره فأتي بفتيان قد شربوا الخمر، فقال: يا أعداء الله، أتشربون الخمر! فقال معد يكرب: أنشدك الله أن لا تفضح هؤلاء.
فقال:إن الحق في هؤلاء وفي غيرهم واحد، فقال معديكرب: يا غلام صب من شرابهم في القدح، فصب له فشربه وقال: والله ما شرابنا في منازلنا إلا هذا.
فقال عبد العزيز: خلوا عنهم، فقيل له حين انصرفوا: شربت الخمر، فقال:أما والله إن الله ليعلم أني لم أشربها قط في سر ولا علانية، ولكني كرهت أن يفضح مثل هؤلاء بمحضري.
3- ومدح شاعر الأمير الحسن بن سهل فقال له: احتكم، وظن أن همته قصيرة، فقال: ألف ناقة، فأحجم الحسن ولم يمكنه، وكره أن يفتضح وقال: يا هذا إن بلادنا ليست بلاد إبل، ولكن بلادنا بها الضأن.
وقد أمرت لك بألف شاة، فذهب للوزير يحيى بن خاقان، فأعطاه بكل شاة دينارا.
4- وكان يقال: من أراد العلم والسخاء والجمال فليأت دار العباس، كان عبد الله أعلم الناس، وعبيد الله أسخى الناس، والفضل أجمل الناس.
5- وباع عبد الله بن عتبة أرضا بثمانين ألفا، فقيل له: لو اتخذت لولدك من هذا المال ذخرا! فقال: أنا أجعل هذا المال ذخرا لي عند الله، وأجعل الله ذخرا لولدي، وقسم المال.
6- وأحدث رجل في الصلاة خلف عمر بن الخطاب، فلما سلم عمر قال: أعزم على صاحب – الريح- إلا قام فتوضأ وصلى، فلم يقم أحد.
فقال جرير بن عبد الله: يا أمير المؤمنين، : اعزم على نفسك وعلينا أن نتوضأ ثم نعيد الصلاة، فأما نحن فتصير لنا نافلة، وأما صاحبنا فيقضي صلاته.
فقال عمر: رحمك الله، إن كنت لشريفا في الجاهلية فقيها في الإسلام.
7- وكان عبد الله بن جدعان التيمي حين كبر أخذ بنو تيم عليه ومنعوه أن يعطي شيئا من ماله، فكان الرجل إذا أتاه يطلب منه قال: ادْنُ مني، فإذا دنا منه لطمه ثم قال: اذهب فاطلب بلطمتك أو ترضى، فترضيه بنو تيم من ماله.
اقرأ أيضا:
هل القلوب تصدأ .. وما الفرق بين "الران" و" الطبع" على القلب؟