أخبار

هل الحجامة الجافة مفطرة للصائم؟

على رأسها الصيام.. 3 تغييرات تساعدك على العيش لفترة أطول

بالفيديو.. عمرو خالد: طريقة ربانية تغيرك من داخلك وتصلح عيوبك في العشرة الأواخر (الفهم عن الله - 2)

شيخ الأزهر يكشف سر اقتران اسم الله الكبير بالعلي والمتعال

ماذا تفعل "حسبنا الله ونعم الوكيل" إذا كنت مظلومًا؟

"الزرع في الجنة"..أعرابي يضحك النبي

لا تدعها تفوتك.. هكذا تحصل على البركة في مالك وحياتك

قصة مبكية.. كيف تاب "مالك بن دينار" من شرب الخمر؟

دعاء اليوم الـ 18 من رمضان

رؤيا السواك فى المنام لها تأويلات رائعة تعرف عليها

بعد خيانتهم للنبي.. قصة تحكيم "سعد بن معاذ" لحسم أمر يهود بني قريظة

بقلم | أنس محمد | الجمعة 27 اكتوبر 2023 - 01:49 م
عرف اليهود بالغدر والخيانة، ونقض العهود والمواثيق، فاليهود لا يعترفون إلا بمنطق القوة، فحينما يستضعف اليهود تجدهم مثل المساكين، لا حيلة لهم إلا إظهار الود والمحبة، والنفاق، وما أن تتحول الدنيا لصالحهم، ويجدون الفرصة حتى يظهروا الغدر والخيانة، لذلك حذر الله عز وجل المؤمنين منهم، وبين كيفية التعامل معهم (وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ) الأنفال:58.

فالغدر والخيانة من الصفات التي تلتصق باليهود، وهي من أحط الصفات، لأن الخيانة حينما تنتشر في الناس ينتشر معها الخوف وعدم الإحساس بالأمان، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ) [المائدة: من الآية1] (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [الأنفال:27] وفي آية أخرى (إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً) [النساء: من الآية107].

وأكبر دليل على أن اليهود أغدر الناس وأخونهم، أن كل قبائلهم في المدينة نقضت عهودها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحق عليهم العذاب في الدنيا فمنهم من هجروا وأخرجوا من ديارهم ، ومنهم من قتلوا وسبيت نساؤهم وذراريهم، (أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) [البقرة:100] (فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً) [المائدة: من الآية13] (الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لا يَتَّقُونَ) [الأنفال:56] .

يهود بنو قريظة


ومن صور الغدر عند اليهود، تمثلت في قصة يهود بني قريظة، في آخر ذي القعدة من السنة الخامسة من الهجرة، بعدما نقضت بنو قريظة عهدهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمكن الله تعالى المؤمنين منهم، فقضوا فيهم بحكم الله تعالى الذي أنزله.
وبدأت قصة غدر يهود بني قريظة، بعدما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم للمدينة، حيث وادع اليهود فيها، وعاهدهم بميثاق بين فيه ما لهم من الحقوق وما عليهم من الواجبات، وكان من بين بنود ذلك الميثاق أن للمسلمين دينهم، ولليهود دينهم، وأن على اليهود نفقتهم، وعلى المسلمين نفقتهم، وأن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة، وأن بينهم النصح والنصيحة والبر دون الإثم، وأن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين.

وحفظ النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته العهد مع اليهود، ولكن اليهود نقضوا العهد قبيلة قبيلة، وعلى رأسهم فعلة بني قريظة؛ إذ إن مقتضى المعاهدة معهم أن يشاركوا المسلمين في دفع خطر المشركين عن المدينة وقد حاصروها بأعداد كثيفة في غزوة الأحزاب، ولم يكتف اليهود بخذلان المسلمين في هذا الوقت العصيب، والتخلي عنهم في هذا المأزق الحرج، بل دعتهم نفوسهم الخبيثة التي تمتلئ بالغدر والخيانة، إلى طعن المسلمين في ظهورهم، وخفرهم في نسائهم وذراريهم، وممالأة المشركين عليهم، في ظل أزمة وحصار المسلمين من المشركين، فكانت خيانة اليهود طعنة غادرة.

ولما سمع الناس بغدر اليهود، خافوا على أبنائهم، من غدر اليهود، فأراد النبي صلى الله عليه وسلم الاستيثاق من غدرهم، فأرسل الزبير والسعدين ابن معاذ وابن عبادة رضي الله عنهم، فرجعوا مؤكدين خبر نقض قريظة للعهد، وعظم بلاء المؤمنين، واشتدت محنتهم، وأصبحوا يواجهون عدوا شرسا يحاصر المدينة في عدد كثيف يبلغ عشرة آلاف مقاتل، ويعالجون منافقين يخذلون ويرجفون، ويبثون الشائعات والأكاذيب، ولا يدرون ما يصنعون باليهود وهم داخل الحصون عند النساء والأطفال وقد تنكروا للمسلمين، وانحازوا للمشركين (هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً) [الأحزاب:11].

حمل سعد بن معاذ رضي الله عنه في قلبه على بني قريظة بسبب خيانتهم القبيحة رغم أنهم كانوا حلفاءه وأقرب الناس إليه في الجاهلية، ولما جرح رضي الله عنه في الأحزاب ونزف وخشي أن يموت قبل أن يرى عذاب الله تعالى في بني قريظة، فدعا الله تعالى قائلا " اللهم لا تُخْرِج نَفْسي حتى تَقَرَّ عيني من بني قريظة فاستمسك عرقه فما قطر قطرة".

ومع شدة المعركة وتحالف المشركين واليهود، نصر الله عز وجل جنده من المسلمين، واستجاب الله تعالى لدعوات المؤمنين وتضرعهم، وخذل الكافرين والمنافقين، وصدَّع تحالف اليهود معهم بشكوكٍ ألقاها في قلوب الفريقين، وتوفيقٍ منه سبحانه لنعيم بن مسعود رضي الله عنه في الوقيعة بينهم وقد أسلم ولم يعلموا بإسلامه، فعادت أحزاب المشركين خاسرة خائبة إلى مكة، وعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ووضع السلاح واغتسل، فأتاه جبريل وقد عصب رأسه الغبار فقال: "وضعت السلاح فوالله ما وضعته؟!" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فأين؟ قال: ها هنا، وأومأ إلى بني قريظة " فأذن عليه الصلاة والسلام في الناس: " لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة ".

جاء الأمر من عند الله عز وجل عن طريق جبريل عليه السلام، لغزو بني قريظة واستئصال شأفتهم، وليس فعلا فعله النبي عليه الصلاة والسلام، بل إن جبريل عليه السلام أنكر على النبي صلى الله عليه وسلم وضع السلاح والاغتسال قبل إيقاع العقوبة بالخونة المجرمين من يهود بني قريظة، وأخبره أن الملائكة عليهم السلام لم يضعوا أسلحتهم.

خرج النبي صلى الله عليه وسلم إليهم وقد بعث عليا رضي الله عنه على مقدمة الجيش ومعه اللواء فحاصرهم خمسا وعشرين ليلة، فلما اشتد حصرهم، واشتد البلاء قيل لهم: انزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستشاروا أبا لبابة بن عبد المنذر فأشار إليهم أنه الذبح، قالوا: ننزل على حكم سعد بن معاذ - وكان رضي الله عنه حليفا لهم فظنوا أن يحابيهم ويخفف الحكم عليهم - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انزلوا على حكم سعد بن معاذ فنزلوا وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سعد بن معاذ فأتي به على حمار عليه إِكاف من ليف قد حمل عليه وحفَّ به قومه، يحاولون الشفاعة في بني قريظة، فقالوا: يا أبا عمرو، حلفاؤك ومواليك وأهل النكاية ومن قد علمت، وهو رضي الله عنه ساكت لا يرجع إليهم شيئا، ولا يلتفت إليهم، حتى إذا دنا من دورهم التفت إلى قومه فقال: قد آن لي أن لا أبالي في الله لومه لائم، " فجيء بسعد رضي الله عنه وهو جريح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " أنزلوه، فأنزلوه، ثم قال عليه الصلاة والسلام: إن هؤلاء نزلوا على حكمك، قال: فإني أحكم فيهم أن تقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم، قال عليه الصلاة والسلام: حكمت بحكم الله عز وجل" فقتل رجالهم وكانوا بين ست مئة وتسع مئة، إلا من أسلم منهم حقن إسلامه دمه، وسبيت نساؤهم وذرياتهم، وقسمت في المسلمين.

اقرأ أيضا:

في ذكرى غزوة بدر الكبرى .. دروس وعبر عظيمة من يوم الفرقان

الرد على من رأى قسوة حكم سعد بن معاذ


كيف تفنى قبيلة كاملة من اليهود بسبب خيانتهم، والإسلام دين الرأفة والرحمة، والسماحة والمسامحة، ربما يكون هذا تساؤل بعض الناس ممن رأى في الحكم قسوة، بقتل 600 رجل من اليهود، ومنهم من يتهم المسلمين بالدموية.

قال الله تعالى: ( فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) [النساء:65] فلا يسع مسلما إلا الرضا بحكم الله تعالى وأمره، واليقين بأنه الحق والعدل، وأن ما عارضه هو الباطل والظلم.

عرفنا الخيانة في بداية القضية، أنها من أشد انواع الظلم لأنها تخيف المجتمعات وترهبهم، وترفع الأمامان عنهم، ويعاقب الخائن في كل المجتمعات بالقتل، نظرا لقسوة الخيانة، فكيف تمتلئ القلوب بالرحمة والشفقة على المجرمين، دون النظر لحقوق الناس والمستضعفين؟ ومعلوم أن الدول في هذا العصر مجمعة على قتل الجاسوس الذي ينقل الأخبار للدول المعادية، ويعينها على دولته، وأين فعل جاسوس واحد خان وطنه من نقض اليهود للعهد وهم أمة كاملة تتطلع لإبادة المسلمين، وتقابل عظيم إحسانهم إليهم بحفظ العهد معهم مع القدرة عليهم، وإحسان جوارهم، والدفاع عنهم، تقابل أمة اليهود ذلك بأعظم الإساءة، وأشد دركات الغدر والخيانة.

فقد نقضت قريظة عهدها في أصعب موقف، وأشد ساعة، ولو أن مظاهرة اليهود للمشركين، وخيانتهم للمسلمين تمت على ما أرادوا، ودخل المشركون المدينة، وتمكن اليهود من نساء المسلمين وأطفالهم لأبادوهم عن بكرة أبيهم، أفإن سلم الله تعالى المؤمنين، ورد المشركين، وأنزلت العقوبة الشرعية بالخونة الغادرين يجد المسلم حرجا في نفسه من حكم الله تعالى.

الكلمات المفتاحية

يهود بنو قريظة نقض اليهود للعهود مع النبي سعد بن معاذ واليهود

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled عرف اليهود بالغدر والخيانة، ونقض العهود والمواثيق، فايهود لا يعترفون إلا بمنطق القوة، فحينما يستضعف اليهود تجدهم مثل المساكين، لا حيلة لهم إلا إظهار ا