أخبار

الشيخ "الطبلاوي" (موهبة متفردة).. فشل في اختبار الإذاعة 9 مرات وأصبح مشهورًا في ربع ساعة

لماذا يموت الحب بعد الزواج؟.. 7 أسباب تثير الكراهية بين الزوجين

9 صفات للزوجة الصالحة في الإسلام.. تعرف عليها

"إن الحسنات يذهبن السيئات".. كيف نستكثر من الخير؟

كيف تكسب قلوب الناس؟.. أخلاق اقتد فيها بالنبي

كيف رد الله على الكافرين حين طلبوا النصر؟ وما مصير كل جبار في الأرض؟ (الشعراوي يجيب)

خيّرهم الإسكندر عن الشجاعة والعدل.. لن تتخيل إجابتهم

دعاء الصباح الذي كان يداوم عليه النبي

خطيبي لا يصلي ويقول لي إنه سيتغير بعد الزواج.. ما الحل؟

كان يدعو الله أن يصلي في قبره.. ماذا حدث غند دفنه؟

الأندلس قصة كفاح خلّدها التاريخ.. يرويها د. عبد الحليم عويس

بقلم | محمد جمال حليم | الاربعاء 15 ديسمبر 2021 - 06:00 م
لقد كانت الأندلس حاضرة إسلامية بعدما فتحت، وصارت قبلة العلماء والشعراء.. والأندلس.. فما قصتها كيف بدأت وعلى يد من فتحت هذا ما يرويه لنا المؤرخ الإسلامي الكبير الدكتور عبد الحليم عويس أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية في بحثه عن فاتح الأندلس طارق بن زياد..

المسلمون وفتح الأندلس:
يقول د."عويس" إنه عندما حصل موسى بن نصير على الإذن بفتح الأندلس من الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك أرسل حملة حربية صغيرة مكونة من مائة فارس وأربعمائة راجل بقيادة طريف بن مالك في أربع سفن سنة (91هـ) فنزلت في المكان الذي يحمل اسم جزيرة طريف، وكان هدف الحملة معرفة طبيعة البلاد، ومعرفة أحسن الأماكن التي يمكن إنزال الجيش فيها، ولذلك نجد الحملة الكبرى بقيادة طارق بن زياد المولى البربري لموسى بن نصير ونائبه لا تنزل في جزيرة طريف، وإنما تنزل في مكان أصبح يعرف بجبل طارق، مما يدل على أنهم وجدوا ذلك المكان أنسب.
طارق بن زياد:
هُو طارق بن زياد، أسلم على يد موسى بن نصير وحسن إسلامه، فتعلم بعد حفظ كتاب الله علوم القرآن والفقه في الدين، وكان فارساً مغواراً، وقائداً محنكاً، يقود الجيش تحت إمرة موسى بن نصير، حتى وصل المجاهدون بقيادته إلى طنجة في أقصى بلاد المغرب (مراكش)، فولاه موسى بن نصير إمرة طنجة، فظل يجمع الجيوش ويتتبع الأخبار، ويرسل العيون، حتى وجد الفرصة لدخول الأندلس، فأشار على موسى بن نصير بفتحها.
وقد توجه طارق والمسلمون معه بعدما تقرر فتح الأندلس بصورة نهائية ... إلى جبل طارق في شعبان سنة (92هـ) بعد أن قضوا على المقاومة ؛ التي تصدت لهم، وفتحوا حصن (قرطاجنة) ؛ الذي كان في سفح هذا الجبل، وبدأ طارق ببسط سلطانه على الأماكن المجاورة لجبل طارق، وهنا أخبر حكام الإقليم لذريق (الحاكم القوطي)؛ الذي كان مشغولاً بإخماد ثورة في الشمال بما يحدث في الجنوب، فأدرك مدى الخطر الذي يهدد ملكه بالزوال، فأسرع وأرسل جيشاً إلى طارق كي يتصدى له، ويوقف تقدمه .. وكانت وحدات الجيش تصل تباعاً في فرق كبيرة، فكان طارق يلتقي بها، ويقضي عليها، وقد استطاع الحاكم القوطي لذريق أن يجمع جيشاً يقترب من مائة ألف جندي.

فتح الأندلس:
وفي الثامن والعشرين من رمضان سنة (92هـ) في سهل (الفلنتيرة)؛ بدأت المعركة الفاصلة بين المسلمين والقوط، واستمرت ثمانية أيام قاسية، خاضها المسلمون بعددهم القليل المتماسك المؤمن بالنصر أو الشهادة، والذي لا يزيد على اثني عشر ألفاً . [د/ محمد زيتون : المسلمون في المغرب والأندلس،158 وما بعدها بتصرف، الوفاء ـ القاهرة] ....!!
كان طارق بن زياد البطل الحقيقي الفاتح للأندلس ...فضلاً عن أنه كان من أبرز قادة الفتح الإسلامي في شمال أفريقية بصفة عامة، وكان والياً (لموسى بن نصير) على طنجة، وقد اختلف في أصله، فهناك فريق من المؤرخين يرى : أنه مولى لموسى بن نصير، بينما ينكر هذا الولاء بعضهم ويقول : إنه من قبيلة (الصَدَف)، وكان مولىً لها، (والصدف : قبيلة من فروع كهلان اليمانية التي انتشر كثير منها في مصر، وبلاد المغرب) .
ويرى فريق آخر أن طارق بن زياد مغربي من قبيلة (نفزة) البربرية، وهذا هو الرأي المعوّل عليه في نظر المؤرخين، ويرى بعضهم أن جيشه المكون من اثني عشر ألف جندي ؛ والذي كان يضم تسعة آلاف من البربر يعدّ من الأدلة على ولاء البربر له وولائه لهم، فهو منهم وهم منه، وأيا كان الأمر فالبربر في النهاية من خيرة العرب، وطارق بن زياد من خيرة أبطال الإسلام.

معركة شذونة (وادي لكة) :
ويذكر أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية أن البحث التاريخي اختلف في تحديد المكان والنهر الذي يحمل اسم وادي (لكة) أو (وادي بكة)، والذي تورده الرواية العربية، فذكر البعض أنه هو نهر "جواداليتي" (وادي لكة) ؛ الذي يصب في خليج قادس على مقربة من مدينة (شريش)، وأن اللقاء حدث على ضفته الجنوبية شمالي مدينة شذونة، وذكر البعض الآخر، وهي الرواية الراجحة، أن اللقاء قد حدث جنوب بحيرة "خَندة" الصغيرة المتصلة بنهر بارباتي الصغير؛ الذي يصب في المحيط على مقربة من رأس"طرف الغاز".
ويرى الأستاذ محمد عبد الله عنان في كتابه دولة الإسلام في الأندلس، العصر الأول ـ القسم الأول ؛ أن الرواية العربية تقصد هذا النهر بما تورده من اسم وادي (لكة) أو وادي (بكه) ففي هذا السهل الصغير؛ الذي تحده من الجنوب سلسلة من التلال العالية، وعلى ضفاف بحيرة خندة، ونهر"بارباتي" تقابل المسلمون والقوط في الثامن والعشرين من شهر رمضان سنة(92هـ ـ711م)، وفرق النهر بين الجيشين مدى أيام ثلاثة شغلت بالمعارك البسيطة، وفي اليوم الرابع التحم الجيشان ونشبت بينهما معركة عامة .
واستمرت المعركة بين القوى النصرانية الضخمة، وبين القوة المسلمة المتواضعة نحو أربعة أيام؛ ولكن الجيش القوطي كان رغم كثرته مختل النظام منحل العرى .
وكانت الخيانة ـ كما يقول الأستاذ عنان ـ تمزق جيش القوط شر ممزق، واستمال يوليان والأسقف أوباس ـ وهما في صف المسلمين ـ كثيراً من جند القوط، وبثا بدعايتهما في الصفوف الموالية للردريك ـ لذريق ـ كثيراً من عوامل الشقاق والتفرق، فأخذ كل أمير يسعى في سلامة نفسه، وتمكن الجيش الإسلامي؛ على ضآلة عدده، وبإيمانه وإخلاصه وثباته وجلده، واتحاد كلمته؛ من جيش القوط، فلم يأت اليوم السابع من اللقاء حتى تم النصر لطارق وجنده، وهزم القوط شر هزيمة، وشتتوا ألوفاً في كل صوب.
وقد تعقب طارق فلول الجيش القوطي المنهزم، وسار طارق بأكثر أفراد جيشه فاتحاً بقية البلاد، ولم يلق مقاومة تذكر في مسيرته نحو الشمال، وفي الطريق إلى طليطلة على نهر (التاجو) بعث بحملات أخرى لفتح المدن، فأرسل مغيثاً الرومي إلى قرطبة في سبعمائة فارس، فاستولى عليها صلحاً، كما استولى على غرناطة، ومالقة، والبيرة وغيرها.
 وأخيراً وصل إلى مدينة طليطلة، ففر منها أهلها نحو الشمال عندما علموا بقدومه، ولم يبق سوى قليل من السكان، فاستولى طارق عليها، وترك لأهلها كنائسهم، وأحبارهم ورهبانهم، وحرية إقامة شعائرهم، كما هو شأن الإسلام في كل فتوحاته.

الكلمات المفتاحية

الأندلس فتح الأندلس طارق بن زياد موسى بن نصير د. عبد الحليم عويس

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled لقد كانت الأندلس حاضرة إسلامية بعدما فتحت، وصارت قبلة العلماء والشعراء.. والأندلس.. فما قصتها كيف بدأت وعلى يد من فتحت هذا ما يرويه لنا المؤرخ الإسلام