مرحبًا بك يا عزيزتي..
أحييك لوعيك وحرصك على تقديم المساعدة النفسية لولدك حتى يعود كما السابق إلى نفسه وحياته.
لاشك أن الحزن بسبب الفقد هو من أشد حالات المشاعر المؤلمة، وغالبًا ما يكون الرد الذي ذكرته وقاله ابنك هو الشائع خاصة لدى الرجال، فطبيعة تفكيرهم تفترض وجود حلول واقعية على الأرض أو عدم جدوى أي شيء لا يؤدي إلى هذا.
ما يحتاجه ولدك يا عزيزتي هو "المواجدة"، وهو أن تشعري به إلى حد عميق، وتحدثيه عن هذا، ويسمي هذا النوع من التواصل بـ"التواصل العميق"، وهو الحاصل على مستوى "المشاعر"، فيجد أنك متفهمة لمشاعره وتقبليها وتشعريه بأنه من حقه أن يشعر هكذا ويعبر عنها، لذا دعيه يعبر عن ألم فقده لصديق عمره، فالحديث عن الآلام يخففها.
أشعريه أنك متألمة لألمه وهذه هي "المواجدة"، كل هذا سيساعده على "التغيير"، فلو تغيرت مشاعر ولدك سيتغير تفكيره وتصرفاته وسيخرج من وحدته وعزلته التي هو غارق فيها.
تأكدي أنك بهذا تساعديه على أن يأخذ الحزن حجمه اللائق، خاصة وأنه قد مر وقت ليس قليل على الحادث .
جربي، وبيقين، وأمل في الله يا عزيزتي، وسيحدث تغيير نحو الأفضل، وعندها قد يقتنع أخوك بأهمية الحياة، وطلب المساعدة النفسية، ليكمل تعافيه من "الصدمة"، أو سيتتم تعافيه وتجاوزه للأمر بنفسه.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.