سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله تعالى : «فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام».. فقال: «إذا دخل النور القلب وانفسح شرح لذلك الصدر».
قالوا: يا نبي الله، هل لذلك آية يعرف بها؟ قال: «نعم الإنابة إلى دار الخلود والتجافي عن دار الغرور والاستعداد للموت قبل نزول الموت» .
مواعظ وعبر:
-قال وهب بن منبه: رأينا ورقة يهفو بها الريح فأرسلنا بعض الفتيان فأتانا بها فإذا فيها: الدنيا دار لا يسلم منها إلا فيها، ما أخذ أهلها منها لها خرجوا منه ثم حوسبوا به، وما أخذ منها أهلها لغيرها خرجوا منه ثم أقاموا فيه، وكأن قوما من أهل الدنيا ليسوا من أهلها، هم فيها كمن ليس فيها، عملوا بما يبصرون وبادروا ما يحذرون، تتقلب أجسادهم بين ظهراني أهل الدنيا، وتتقلب قلوبهم بين ظهراني أهل الآخرة، يرون الناس يعظمون وفاة أجسامهم وهم أشد تعظيما لموت قلوب أحيائهم. فسألت عن الكلام فلم أجد من يعرفه".
- وقال المسيح عليه السلام: «الدنيا قنطرة فاعبروها ولا تعمروها».
- وفي بعض الكتب: أن الله تعالى أوحى إلى الدنيا «من خدمني فاخدميه، ومن خدمك فاستخدميه» .
- وقال أحد العارفين: المستغني عن الدنيا بالدنيا كالمطفىء النار بالتبن.
- وقال ابن مسعود: الدنيا كلها غموم، فما كان فيها من سرور فهو ربح.
- وقال محمد بن الحنفية: من كرمت عليه نفسه هانت عليه الدنيا.
- وذكروا عن بعض الحكماء: مثل الدنيا والآخرة مثل رجل له ضرتان إن أرضى إحداهما أسخط الأخرى.
- وقال سفيان الثوري: ترك لكم الملوك الحكمة فاتركوا لهم الدنيا.
- وقال وهيب بن الورد: من أراد الدنيا فليتهيأ للذل.
- وقيل لمحمد بن واسع: إنك لترضى بالدون، فقال: إنما رضي بالدون من رضي بالدنيا.
- وقيل للإمام علي بن الحسين: من أعظم الناس خطرا؟ فقال: من لم ير الدنيا خطرا لنفسه.
- وكان يقال: لأن تطلب الدنيا بأقبح ما تطلب به الدنيا أحسن من أن تطلب بأحسن ما تطلب به الآخرة.
- وذم رجل الدنيا عند علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقال علي عليه السلام: الدنيا دار صدق لمن صدقها، ودار نجاة لمن فهم عنها، ودار غنى لمن تزود منها، مهبط وحي الله، ومصلى ملائكته، ومسجد أنبيائه، ومتجر أوليائه، ربحوا منها الرحمة واحتسبوا فيها الجنة.
اقرأ أيضا:
عم الرسول يشهد "بيعة العقبة" وينقل للنبي أسرار قريش هو على الشرك