مرحبًا بك يا عزيزي..
لا أشك أن قرار الدراسة، المهنة، الزواج، السكن، الطلاق، السفر، إلخ من القرارات المصيرية، المهمة، لذا لا يجب أبدًا أن نتخذ هذه النوعية من القرارات ونحن غاضبون، أو في حالة توتر، أو حزن، أو ضغط نفسي، لابد من الهدوء الحقيقي، والتحرر من "أي"، و"كل" انفعال، والبعد عن كل الضغوط أيضًا.
هذه تهيئة ضرورية عند اتخاذ قرار مصيري، افعلها أولًا، ومتى تمت لك، استشر من تثق فيهم من يعملون في التخصص الذي أنت حائر بشأنه، لينقل لك صورة عن الواقع، وكذلك من يعمل في التخصص الآخر الذي لم تتأهل له بشهادتك الجامعية، وكن خلال هذه الفترة خالي البال تمامًا، غير منشغل بأي هموم، ولا أعمال، فقط، تريح أعصابك، وتسترخي، وتستشير، وبعدها يمكنك اتخاذ قرارك بيقظة تامة، ووعي، ومسئولية، بعمل مصفوفة قرار، فقط، أحضر ورقة وقلم، واقسم ورقتك نصفين، واكتب مميزات اتخاذ قرار بالعمل في تخصصك وعيوبه، ومميزات وعيوب العمل في التخصص آخر ترغب فيه، وقارن، واختر، واستخير، وتوكل على الله، هكذا تتعامل مع الأمر، وهكذا يجب أن يراك والدك، فهو عندما يجدك تتعامل بمسئولية وحسم وحزم مع قراراتك المصيرية سيغير طريقة تعامله معك، وسيتجنب إرغامك، وسيعرف أنك يمكنك قول "لا" وبكل أدب واحترام، فإرغامه وتماديه فيه سببه أنك مذعن دائمًا وتخشى أن تقول "لا"، وتعلن عن استقلالك، وحقك فيه، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.