"أنت ردت لي روحي".. جملة تقال حينما يكون أحدهم بانتظار خبر حاسم في حياته، بالتأكيد الخبر لم يرد لهذا الشخص سواء كان رجل أو امرأة روحه، أي أنه لم يعده من الموت، وإنما تقال على سبيل أهمية ما جاء به، بينما في الحقيقة هناك وقت ترد فيه الروح إليك، وأنت لا تدري، أوتدري متى؟.
حينما تستيقظ من النوم، كل يوم، يرد الله عز وجل إليك روحك، ومع ذلك لا تشكره، ولا تتذكر أنه بالفعل أعادك إلى الحياة من جديد، بينما من الواجب شكره، فكيف تشكر من يأتي إليك بمجرد خبر مهما كان المصير الذي خلفه، ولا تشكر من أعادك إلى الحياة بالفعل؟.. فعن سيدنا أبي هريرة رضي اللّه عنه عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم قال: «"إذَا اسْتَيْقَظَ أََحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ: الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذي رَدََّ عَلَيّ رُوحِي، وَعافانِي في جَسَدِي، وأذِن لي بذِكْرِهِ».
الشكر لمن يستحق
قل الشكر لمن يستحقه، فبالتأكيد إذا قدم لك أحدهم فضلا، وجب شكره، فما بالنا بالله الذي منحنا كل شيء، بل هو الذي يسوق إلينا أهل الخير ليبشروننا بالخير، كيف بنا نغفل عن شكره، وخصوصًا على رد الروح إلينا في كل صباح، خصوصًا أن رد الروح يعني الحياة من جديد، والفرصة للتوبة والعمل الصالح من جديد، بل ولصلاة الفجر، التي ركعتاها خير من الدنيا وما فيها.
عن أبي هريرة رضي اللّه عنه، أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: «"يَعْقِدُ الشَّيْطانُ على قافِيةِ رأسِ أحَدِكُم إذا هُوَ نَامَ ثَلاثَ عُقَدٍ، يَضْرِبُ على كُلّ عُقْدَةٍ مَكانَها: عَلَيْكَ لَيْلٌ طَويلٌ فارْقُدْ، فإنِ اسْتَيْقَظَ وَذَكَرَ اللّه تعالى انْحَلَّت عُقْدَةٌ، فإن تَوْضأ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فإنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقَدُهُ كُلُّها فأصْبَحَ نَشِيطاً طيب النَّفْسِ، وإلاَّ أَصْبحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلانَ».
اقرأ أيضا:
العمل في الدنيا 4 أنواع بحسب نيتك ..اعرف مدى إخلاصك حتى يرضى عنك ربكأول تصرفاتك اليومية
عزيزي المسلم، لتكن أول تصرفاتك اليومية، بمجرد أن تتفتح عيونك من النوم، الشكر لله، فإن لهذا الفعل مفعول السحر على بقية يومك، فعن حذيفةَ بن اليمان رضي اللّه عنهما.
وعن أبي ذر رضي اللّه عنه قالا: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه قال: «باسْمِكَ اللَّهُمَ أَحْيا وأمُوتُ؛ وإذَا اسْتَيْقَظَ قالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذي أحْيانا بَعْدَما أماتَنا وإلَيْهِ النشُورُ»، بل أن الشكر يفتح لك آفاق ربما لم تكن في الحسبان، فعن أم المؤمنين عائشة رضي اللّه عنها عن النبي الأكرم صلى اللّه عليه وسلم قال: «ما منْ عَبْدٍ يَقُولُ عِنْدَ رَدّ اللَّهِ تَعالى رُوحَهُ: لا إلهَ إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، إلاَّ غَفَرَ اللَّهُ تَعالى لَهُ ذُنُوبَهُ وَلَوْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ».