هناك عباد اختصهم الله عز وجل لقضاء حوائج الناس، وهؤلاء قد يكون فيهم صفة من صفات النبوة، لأنه بالأساس رسالة الأنبياء تقوم على تقويم الناس والوقوف على حاجاتهم وإنارة طريق الصواب لهم، فإذا كنت أحدهم وتمشي في قضاء حوائج الناس، فلا تتراجع يومًا، لأنك بتراجعك هذا قد تخسر صفة هي من أغلى وأعظم الصفات.
روى الطبراني في الأوسط، وابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لله أقواماً اختصهم بالنعم لمنافع العباد، يقرهم فيها ما بذلوها، فإذا منعوها نزعها منهم، فحولها إلى غيرهم»، فإياك ثم إياك، أن تكون منهم يومًا ما ثم تتوقف، فالأمر جلل.
المقصود بالإنفاق
ويقول العلماء، إن الحديث ليس معناه من ينفق على اللهو، والملذات المحرمة، أو من ينفق المال الحرام، وإنما من ينفق المال على مستحقه، فالله طيب لا يقبل إلا طيب، وبالتالي إياك أن تنفق على الناس ما يضرهم أو ما يكون (الفاسد) لديك، فتخرجه للناس، وتتصور أن الله سيقبله.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا ، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين ، فقال تعالى : ( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا ) ( المؤمنون : 51 ) ، وقال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم ) ( البقرة : 172 ) ، ثم ذكر الرجل يطيل السفر ، أشعث أغبر ، يمد يديه إلى السماء : يا رب يا رب ، ومطعمه حرام ، ومشربه حرام ، وملبسه حرام ، وغُذّي بالحرام ، فأنّى يُستجاب له ؟».
اقرأ أيضا:
أخطرها فتنة النساء والمال.. كيف تتعامل مع الفتن وتنقذ نفسك منها؟قضاء الحوائج
إذن من أهم ما يميز المؤمن عن غيره، أنه يمشي في قضاء حوائج الناس، ولا يتردد ولا ييأس، لأن الاهتمام بقضاء حوائج الناس والإحسان إليهم لا يحسنه كل الناس، ورسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم، قبل بعثته كان من ضمن شمائله الكريمة قضاء حوائج الناس، وهي من الأمور التي يكافئ الله بها عباده بها خير الجزاء.
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من نفَّس ( أزال ) عن مؤمن كربة من كُرَب الدنيا، نفَّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسَّر على معسر، يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا، ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه»، بل أن الأمر يصل لمرحلة أن يحسب هذا الرجل بالمجاهد في سبيل الله، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، - وأحسبُه قال - وكالقائمِ لا يفتُرُ، وكالصائمِ لا يفطر».