مقدمات السكري.. إليك كيفية التعرف على علامات الإنذار المبكر لمرض السكري من النوع 2

بقلم | مها محي الدين | الاربعاء 02 مارس 2022 - 11:02 م

داء السكري من النوع 2 هو حالة مزمنة تستمر مدى الحياة ويمكن أن تفسح المجال لأمراض ثانوية إذا تركت دون علاج، ووفقاً لأحدث البيانات العالمية؛ هناك 463 مليون بالغ (1 من 11) كانوا متعايشين مع مرض السكري عام 2019، ومن المتوقع أن يرتفع عدد الأشخاص المصابين بداء السكري إلى 578 مليون بحلول عام 2030.
وبمجرد تشخيص الحالة، فإن الطريقة الوحيدة لعيش حياة صحية هي التحكم في مستوى السكر في الدم حيث لم يتم التوصل لعلاج لمرض السكري، حتي الآن، ويمكن للمرء أن يؤخر بشكل كبير تطور مرض السكري من خلال التعرف على علامات الإصابة بمقدمات السكري.

ما هي مقدمات السكري؟

مقدمات السكري أو داء السكري الحدودي هو حالة تتطور قبل أن يصاب الشخص بداء السكري من النوع 2، وغالباً ما تتميز بعدم تحمل الجلوكوز، بكلمات بسيطة، يكون مستوى السكر في الدم لدى مريض مقدمات السكري أعلى من المعدل الطبيعي ولكنه ليس مرتفعًا بما يكفي ليتم تصنيفه على أنه مرض السكري.
وفي هذه الحالة، يظل البنكرياس ينتج كمية كافية من الأنسولين التي يحتاجها الجسم، ولكنه أقل فعالية في إزالة السكر الزائد من مجرى الدم، مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم.
ووفقاً للأطباء، مرض السكري من الأمراض التي يسببها الأنسولين، وهو هرمون طبيعي ينتجه الجسم، ويساعد الأنسولين في نقل السكر (الجلوكوز) من مجرى الدم إلى الخلايا، حيث يتم استخدامه كوقود.
وترتفع مستويات السكر في الدم عندما لا ينتج الجسم كمية كافية من الأنسولين أو عندما لا يستجيب للأنسولين كما ينبغي (وهي حالة تعرف باسم مقاومة الأنسولين)، ويمكن أن تتطور مستويات السكر في الدم المرتفعة إلى مرحلة ما قبل السكري ومرض السكري بمرور الوقت.
وبمجرد الوصول إلى مرحلة مقدمات السكري، تزداد فرص الإصابة بمرض السكري إذا فشلت في إجراء التغييرات اللازمة على نمط حياتك ونظامك الغذائي.
ليس هذا فقط، يمكن أن يعرضك داء السكري من النوع 2 لخطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية وأمراض الكلى، وفيما يلي عوامل الخطر وعلامات الإنذار المبكر لمرض السكري الذي يجب نعرفها جميعاً، وفقاً لما نشره موقع "هيلث".

مقدمات السكري

لا يزال السبب لمقدمات السكري مجهول، لكن ما هو واضح أن مرضى ما قبل السكري لا يكون بإمكانهم معالجة السكر (الجلوكوز) بشكل كافٍ، ونتيجة لذلك، بدلاً من توفير الطاقة للخلايا التي تتكون منها العضلات والأنسجة الأخرى، يتراكم السكر في الدم.
ويوفر الطعام الذي نتناوله غالبية الجلوكوز في أجسامنا، ثم يدخل السكر إلى مجرى الدم حيث يتم التمثيل الغذائي للطعام، وهنا يأتي دور الأنسولين الضروري لنقل السكر من مجرى الدم إلى خلايا الجسم.
وهناك عدة عوامل قد تعرض الشخص لخطر الإصابة بمقدمات السكري، ولكن وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) ، فإن بعض العوامل الرئيسية هي:
ـ زيادة الوزن أو السمنة
ـ تاريخ عائلي للإصابة بداء السكري من النوع 2
ـ الخمول البدني
ـ تاريخ من أمراض القلب أو السكتة الدماغية
ـ ارتفاع نسبة الكوليسترول أو ارتفاع ضغط الدم
ـ متلازمة تكيس المبايض
ـ الإصابة بسكري الحمل

علامات التحذير من مقدمات السكري

علامات الإنذار المبكر لمقدمات السكري دقيقة للغاية ولا يلاحظها أحد لسنوات، وعلاوة على ذلك، لا يطور كل شخص نفس العلامات، ووفقًا لطب الغدد الصماء، لا توجد عادة مؤشرات أو أعراض لمرض السكري.
ويعد الجلد الداكن في مناطق معينة من الجسم أحد الأعراض المحتملة لمقدمات السكري، ويمكن أن تتأثر كل من الرقبة والإبط والمرفقين والركبتين ومفاصل الأصابع.
لذلك، من المهم التحدث إلى طبيبك إذا كنت معرضًا لخطر الإصابة بهذه الحالة، وفيما يلي بعض العلامات التحذيرية الأخرى لمرض السكري الحدي التي قد تظهر في أغلب الحالات.

بقع الجلد الداكنة

الجلد الداكن هو العلامة الشائعة لمرض السكري، ويمكن للون البشرة الداكنة أو لونين أغمق في مناطق مثل المرفقين والركبتين والمفاصل والرقبة والإبطين أن يكون علامة طويلة على الإصابة بمقدمات السكري، ذلك لأن سواد الجلد يكون ناتج عن تكاثر خلايا الجلد بسبب ارتفاع مستويات الأنسولين.

إعياء

يمكن أن تبقيك كمية كافية من مستوى السكر في الدم في مجرى الدم نشيطًا طوال اليوم، ولكن عندما يكون مستوى السكر خارج نطاق السيطرة، فقد يتسبب ذلك في إرهاق الشخص، حتى بعد النوم الجيد في الليل، قد يشعر المرء بالتعب.

تقلبات الوزن

يمكن أن تكون زيادة الوزن أو فقدانه غير المبرر دون أي سبب واضح مؤشراً على ظهور مرض السكري الحدي، وإذا كنت تشهد تقلبًا في نظامك الغذائي، فاستشر طبيبك بشأن ذلك.

كثرة التبول والعطش الشديد

يمكن أن يؤدي ارتفاع مستوى الجلوكوز في مجرى الدم إلى صعوبة طرد الكلى من الجسم، حيث يتعين علي الكلي العمل لساعات إضافية مما يؤدي إلى الذهاب إلى الحمام بشكل متكرر، وهو نفس السبب الذي يجعل الشخص يشعر بالعطش أكثر.

التهيج والدوخة

الجفاف الناجم عن كثرة التبول يمكن أن يجعلك تشعر بالدوار أو الدوخة، وإلى جانب ذلك، قد يؤدي التقلب في مستوى السكر في الدم أيضًا إلى تقلبات المزاج وصعوبة التركيز والتهيج.

هل الحالة قابلة للعلاج؟

إن تشخيصك بمقدمات السكري يعني أنك على بعد خطوة واحدة من الإصابة بمرض السكري من النوع 2، ولكن إذا اتخذت الاحتياطات اللازمة في الوقت المناسب وقمت بإجراء تغييرات في روتينك، فيمكنك بسهولة عكس الحالة أو إبطاء تقدمها إلى مرض السكري.
وحتى لو كان مرض السكري متوارثًا في الأسرة، فإن خيارات نمط الحياة الصحية يمكن أن تساعد في تجنب الإصابة بمقدمات السكري وتطوره إلى مرض السكري من النوع 2.
ويوصي الأطباء بتناول أطعمة صحية، وممارسة ما لا يقل عن 150 دقيقة من النشاط البدني الهوائي المعتدل أسبوعيًا (أو حوالي 30 دقيقة في معظم أيام الأسبوع)، وفقدان الوزن الزائد، والتحكم في ضغط الدم والكوليسترول، والإقلاع عن التدخين، واتباع نظام غذائي صحي يحتوي على نسبة منخفضة من الدهون المشبعة والأطعمة المصنعة أو المجمدة لتجنب الإصابة بمقدمات السكري.