يقول المولى عز وجل في كتابه الكريم: «وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ» (الأعراف:180)، ومن هذه الأسماء، اسم الله (المولى)، وهو اسم فيه معنى المولاة، فيدل على القرب الشديد ومعرفة أحوال العباد، وكذلك فيه معنى النصرة والنصير، فالله مولاي القريب يعرف كل أحوالي ودقائق أموري، فهو يرعاني ويرعى احتياجاتي ويواليني وينصرني حتى قبل أن أطلب.
وهذا الاسم ورد في القرآن الكريم ، مطلقًا ومضافًا ، فالله عز وجل يقول : « وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ » (الأنفال:40)، وقال أيضًا: « وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ » (الحج:78)، وورد مضافًا في قوله: « ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ » (محمد:11).
الإنسان ضعيف
عظمة هذا الاسم تأتي من كونه يبين لأي مدى يكون الإنسان ضعيفًا، أمام قدرات الله عز وجل، وقوته سبحانه، ومع أنه ضعيف، ومع أن أي خلل في جسمه يجعل حياته جحيمًا، أحيانًا قد يقوى بماله أو بمنصبه أو بعلمه المادي فيطغى ، لذلك : « إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (25) سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ (27) لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ (28)﴾» (سورة المدثر:18-28).
ومن فضل الله علينا، ومن نعمته العظمى أننا ضعفاء، ومع الضعف الافتقار إلى الله، ومع الافتقار إلى الله سعادة وأي سعادة، قال تعالى :«وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُم أَذِلَّةٌ » (آل عمران:123)، أما في حُنين فقال عز وجل: « وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْض بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ » (التوبة:25).
اقرأ أيضا:
أخطرها فتنة النساء والمال.. كيف تتعامل مع الفتن وتنقذ نفسك منها؟الله ولينا
فالله ولينا، نستقوى به، برغم ضعفنا، ونلجأ إليه في كل أحوالنا، والولي والمولى اسمان من أسماء الله عز وجل، لقوله تعالى: «أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ » (الشورى/9 )، وقوله : «اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ » (البقرة/257 )، وقوله أيضًا: «قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ » (التوبة/51).
وورد عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، أن كان يدعو قائلاً: « اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِى تَقْوَاهَا وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلاَهَا ».