عزيزي المسلم، لكي تأمن عدم الوقوع في النفاق، أو تُحسب ضمن المنافقين، الزم دائمًا وفي كل وقت، ذكر الله عز وجل، فإنه الخلاص من هذا الأمر الصعب جدًا على كل مسلم، إذ يقول الإمام ابن القيم رحمه الله : « كثرة ذكر الله عز وجل أمانٌ من النفاق ، فإن المُنافقين قليلو الذكر لله.
قال الله تعالى: «إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا» (النساء 142)، فالله أبدًا لا يمكن له أن يُخدع في هؤلاء، إنما هم يخدعون أنفسهم، لأن الله يعلمهم جيدًا، بل ويكتبهم عنده في قائمة تخصهم، ومن ثم على كل مسلم أن يأتي بالأمور التي تبعده عن التشبه بهؤلاء، وبالتأكيد أهم الطرق إلى ذلك هو ذكر الله عز وجل.
عصمة من النار
تخيل عزيزي المسلم، أن ذكر الله -مجرد كلمات تقولها من حين لآخر- قد تكون العصمة لك من النار، والاعتراف أمام الله عز وجل بأنك كنت من الموقنين به سبحانه.
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أكثر ذكر الله فقد برئ من النفاق»، وكأن الله عز وجل ييسر الأمر علينا الأمر، بأن نردد بعض كلمات الذكر، فيمنع عنا النفاق.
لكن بالتأكيد ليس بالذكر وحده نبرأ من النفاق، وإنما أيضًا بالحفاظ على الصلاة في وقتها.
روى الترمذي وغيره عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى لله أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتبت له براءتان: براءة من النار، وبراءة من النفاق».
اقرأ أيضا:
10 نصائح تجنبك النحس وسوء الحظ.. احرص على الالتزام بهاخطر النفاق
عزيزي المسلم، حاول أن تتقي الله في كل أعمالك، حتى لا تحسب من بين المنافقين، لأن الأمر جلل، فقد توعدهم الله عز وجل بالكثير من العذاب وفي أكثر من موضع في القرآن، الكريم.
ومن ذلك قوله تعالى: «بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا * الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا * وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا » (النساء: 138 - 140).
ويتجلى خطرهم في كونهم يتزيون بزي الإسلام وهم أشد أعدائه، فكان عقابهم عند الله أشد وأنكى، فجعلهم الله في درك النار الأسفل، قال تعالى : « إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ » (النساء: 145).