بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الذي يحل في الثامن من مارس من كل عام يجدر بنا القول أن الإسلام منح المرأة مكانة خاصة وحفظ كرامتها ووهبها ذمة مالية مستقلة ورفع الظلم الذي حاق بها خلال عصور الظلام وفي الجاهلية بل أنه أحاطها بسياج من الرعاية والعناية، وأمر الرجال بحسن معاملتها سواءً كانت أمًا، أو أختًا، أو بنتًا، أو زوجة، وأكد على أن الرجل والمرأة سواء في الإنسانية،
تكريم الإسلام للمرأة ومساواتها في الحقوق والوجبات مع الرجل ظهر بقوة في القرآن الكريم حيث أشار الله تعالى في القرآن الكريم إلى أن الرجل والمرأة خُلقا من أصل واحد، ولما بُعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- انكر العادات الجاهلية التي كانت تضهد المرأة وتظلمها،وتأدها طفلة خشية الفقر والإملاق
بل أن ديننا الحنيف أنزلها مكانة رفيعة تليق بها كأم وأخت وبنت وزوجة، وسَن للنساء الحقوق التي تكفل لهن الحياة الكريمة والاحترام والتقدير، ومن هذه الحقوق حق المرأة في الحياة فقد كان العرب يؤدون البنات، فحرم النبي -عليه الصلاة والسلام- هذا الفعل الشنيع، وجعله من أعظم الذنوب، ولذا يوضح "صدى البلد" كيف كرم الإسلام المرأة وأبزر حقوقها فى اليوم العالمي للمرأة ..
ومن الثابت الإشارة أن المرأة عانت في في الجاهلية من الاحتقار والامتهان حيث كانت بلا قيمة في إحيان كثيرة فقد كان الرجل هو السيد المتحكِّم في المرأة حسب هواه دون احترامٍ وتقدير، ولكنّ بعد أن جاء الإسلام رفع من شأنها وقدّرها وجعل لها المقام الأول في البيت، فالمرأة مخلوقٌ لطيفٌ، وحساسٌّ، وذو قدراتٍ محدّدةٍ خلقها الله تعالى بكيفيّةٍ معينّةٍ لتأدية بعض المهام التي تستطيع تحمّلها، وقد تكون المرأة؛ أمّاً أو زوجةً أو أختاً أو ابنةً، وفي جميع حالتها يجب مراعاتها واحترامها،.
تكريم الإسلام للمرأة كان واضحا وجليا حيث أعطاهاالله سبحانه وتعالى الكثير من الحقوق التي كانت تفتقدها في الجاهليّة وقبل الإسلام، فالأنثى كانت محرومة من الورثة، فجاء الإسلام وأعطاها نصيبها، كما كانت تعاني من التميّيز بينها وبين الذكر ولكن الإسلام أوجب العدل بينهما في كلّ أمور الدنيا.
بل وأوجب الله عز وجلّ على المرأة ما على الرجل فيما يخص الحلال والحرام، وهذا دليلٌ على مساواة أهليّتها وعقلها بأهليّة الرجل وعقله، ويحاسبها عز وجل في الدنيا والآخرة على أفعالها فلو كانت ناقصة عقل لما حاسبها الله عز وجل. كرّم الله تعالى المرأة ومنحها صفة الأمومة؛ فأرفق الإحسان إليها بالإحسان إلى الله عز وجل، قال تعالى ((وقضى ربّك ألّا تعبدوا إلاّ إيّاه وبالوالدين إحساناً ))،
بل وكرّم الله عز وجل المرأة كزوجةٍ من خلال تحريم العلاقة معها إلا بالزواج؛ الّذي هو حفظٌ لحقّها فيما بعد، فقديماً كانت العلاقات تتمّ مع النساء دون روابطٍ محددةٍ، فإذا حملت وقعت في مشكلةٍ كبيرةٍ في حقّها وحقّ طفلها، كما أنّها كانت تُستغّل لغاياتٍ رخيصة، ولكن مع وجوب الزواج الحلال في الإسلام أعطاها حريّة الاختيار،
كذلك أوجب لها الإسلام حقوقاً على الزوج مثل: المهر، والرعاية، وحسن العشرة، ونسب مولودها إلى أبيه، والتكفّل بمصاريفها ومصاريفه. اهتمّ الإسلام بالمرأة أختاً وابنةً؛ حيث أعطاها من الحقوق ما أعطى أخوها، وأوجب على الأب، أو الأخ حسن المعاملة، والرّعاية. أعطى الإسلام المرأة أعظم مهمّةً على وجه الأرض؛ فهي مربّية الأطفال، وصانعة الأجيال؛ فالمرأة مكانها في بيتها مصانةً، وموقّرةً تحرص على راحة أبنائها وزوجها، وتوفّر لهم كلّ ما تحتاجه.
رسولنا الأعظم صلي الله عليه وسلم كان له مواقف خاصة فيما يتعلق بتكريم المرأة وحفظ حقوقها حيث أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بحسن صحابتها وأنّها الأحقّ من الناس بالإحسان؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء رجلٌ فقال يا رسول الله من أحق النّاس بحسن صحابتي ؟ قال : أُمّك، قال : ثمّ من ؟ قال : أُمّك، قال : ثم من ؟ قال : أُمك، قال : ثم من ؟ قال : أبوك- متّفق عليه.
بدورها واحتفالا باليوم العالمي للمرأة وجهت دار الإفتاء المصرية مجموعة من الرسائل تتعلق بالمرأة من خلال صفحتها الرسمية علي شبكة التواصل الاجتماعي فيس بوك حيث أوضحت أن المرأة شريك أساسي في تحقيق البناء والتنمية في الدولة باعتبارها تمثل نصف المجتمع، وما تقوم به من دور كبير في تربية النشء وإخراج أجيال نافعة للمجتمع قادرة على العمل والبناء لا يمكن لأحد أن ينكره .
رسالة الدار الثانية اعتبرت أن التسلط على المرأة من قبل الرجل باسم القوامة أمر غير مقبول، فالعلاقة بين الرجل والمرأة علاقة تكاملية، ومسألة القوامة لا تعني التسلط على المرأة وقمعها بل هي عملية تنظيمية لإدارة الأسرة.
رسالة الدار الثالثة تعلقت كذلك بمن يأكلون ميراث المرأة حيث خاطبتهم بالقول : "اتقوا الله سبحانه وتعالى في أملاك النساء، فإن الله سائلٌ كلًّا منا عن المال الذي غصبه صاحبه أو استحوذ عليه بسيف الحياء، فالرضا الصحيح هو مبدأ أصيل في المعاملات المالية وعند توزيع التركات".
اقرأ أيضا:
أخطرها فتنة النساء والمال.. كيف تتعامل مع الفتن وتنقذ نفسك منها؟رسائل الدار تضمنت في رابعة توصية بالمرأة باعتبارها نعمة بالقول هن نعمة من الله فحافظ عليهن وعاملهن بالحسنى " أمك - زوجتك - أختك – ابنتك" من الله
رسالة الدار الخامسة وجهت تحية لكل امرأة سهرت على راحة زوجها وكانت عونًا لأبيها وسندًا لأختها وصديقة لأخيها، وأمًّا قوية لأبنائها