عزيزي الزوج، عليك أن تقف كثيرًا أمام هذا الحديث النبوي الشريف، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كفى بالمرء إثماً أن يضيّع من يَقُوت»، وفي رواية: «كفى بالمرء إثمًا أن يَحبس عمن يملك قوته»، أي أنه (لو لم يكن له من الإثم إلا هذا لكان ذلك كافيًا لعظمة هذا الإثم».
وقوله: (أن يضيع من يقوت)، تعني أنه يهملهم أو يتركهم، فلا ينفق عليهم، ولا يتعاهدهم بالنفقة لأي سبب من الأسباب، إما لغيابه عنهم، يسافر ويتركهم بلا نفقة، أو لقلة اكتراثه بهم، وهو معهم، فهو لا ينفق عليهم لبخله مثلاً، ولعدم مبالاته، أو عناداً لامرأته كما يحصل أحيانًا، فاحذر عزيزي الزوج من الوقوع في هذه الطامة الكبرى، لأن مسئول أمام الله عن هذه الأسرة.
راتب الزوجة
الأمر الأخطر هذه الأيام، أن يعتمد الزوج على راتب زوجته، ويتصور أنه يكفيها، فلا ينفق عليها، وربما لا ينفق أيضًا على أولادهما، وهو أمر شديد الخطورة، إذ أنه ليس من الإسلام في شيء، أن يحمل الرجل امرأته مسئولية الإنفاق على الأسرة، وهناك من يتزوج امرأة ثانية فيضيع الأولى وأولادها، وكثير من هؤلاء يتزوجون على زوجاتهم وهم ليس لديهم المقدرة على النفقة على الأولى.
وهي من الأمور التي زادت هذه الأيام للأسف في مجتمعاتنا، إذ ترى الرجل في شكله فقط رجل، بينما هو لا يحمل صفات الرجال أبدًا، قال تعالى:« لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا » (الطلاق: 7).
اقرأ أيضا:
أخطرها فتنة النساء والمال.. كيف تتعامل مع الفتن وتنقذ نفسك منها؟أفضل نفقة
قد لا يعرف كثير من الأزواج أن أفضل دينار ينفقه في حياته كلها، هو الذي ينفقه على أولاده، فعن ثوبان رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « أَفْضَلُ دِينَارٍ يُنْفِقُهُ الرَّجُلُ دِينَارٌ يُنْفِقُهُ عَلَى عِيَالِهِ وَدِينَارٌ يُنْفِقُهُ الرَّجُلُ عَلَى دَابَّتِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَدِينَارٌ يُنْفِقُهُ عَلَى أَصْحَابِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ».
أي أن الإنفاق على الأولاد يسبق في الأهمية عند الله عز وجل الإنفاق في سبيل الله، كما يجب على الزوج أن يوفر لزوجته ما تحتاجه من النفقة والسكن والمأكل والملبس والمشرب كاملاً، دون مِنَّة أو أذى، فالنفقة واجبة عليه، وملزم بها في حدود إمكاناته المادية وقدرته المالية، قال تعالى: « وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ » (البقرة: 236).