أخبار

الاعتداء في الدعاء.. ما معناه..تعرف على بعض صوره

ما هو السلوك الذي يجب على المؤمن اتباعه أثناء وجود داخل المسجد الحرم؟

دراسة: 30 دقيقة فقط أمام الشاشات تؤثر سلبًا على نمو طفلك

لقاح جديد للسرطان.. يوقف انتشار المرض قبل أن يستفحل

قصة الإسراء والمعراج ثابتة بالقرآن والسنة.. وهذا هو الدليل

الصلاة هدية النبي لأمته يوم المعراج.. كيف شرعت؟

آيات استدل بها بعض المنكرين للمعراج.. فما حقيقتها؟

ما معنى الإسراء والمعراج.. وفي أي وقت وقعت أحداثهما؟

مشاهد الجنة والنار في ليلة الإسراء والمعراج.. كيف رآها النبي والساعة لم تقم بعد؟

شاهد: د. عمرو خالد يرد علي الشبهات المثارة حول معجزة الإسراء والمعراج

خطواتك لتتعلم كيف تكون حقيقيًا ولا تبد غير ما تشعر

بقلم | ناهد إمام | الاحد 26 يناير 2025 - 03:11 م

فى أول تدريب لي على السيكودراما – والذى كان فى روما - كانت المدربة تعلمنا شيئاً هاماً للغاية، طلبت منا (وكنا مجموعة من حوالى ثلاثين شخصًا) أن نتحرك فى المكان بشكل عشوائي، وأن ينظر كل منا إلى الآخر الذى يقابله أثناء المشي، وأن يظهر على وجهه أية تعبيرات تلقائية، لم يكن هناك أي تعليمات بخصوص تعبيرات الوجه التى نقوم بإظهارها، لكن المدربة لاحظت أن كل الموجودين كانوا يبتسمون فى وجه بعضهم بعضاً، أو على الأقل يظهرون تعبيرات وجه (لطيفة)، شخص يضحك،  شخص يبتسم،  شخص يرفع حاجبيه،  وهكذا.

وهنا طلبت منا المدربة طلبًا غريبًا.. قالت لنا: You don’t have to be so nice، أي لا يلزم أن تكونوا لطفاء جدًا،  وطلبت أن نظهر على وجوهنا تعبيرات مختلفة تمامًا، لا يجب أن تكون بالضرورة (ضحك)،  يمكن أن نعبر عن غضب،  زهق،  استياء،  اشمئزاز،  حزن،  ضجر،  وبدأنا بالفعل فى عمل ذلك،  هناك من قطب حاجبيه، هناك من أخذ ينفث، هناك من أغلق عينيه، وهكذا، وهكذا.

وصلني من هذا التمرين رسالة هامة جدًا،  رغم أنها بديهية للغاية، وذكرتني هذه الرسالة بدرس مهم فى التحليل النفسي،  وهو أن هناك نوعًا من الناس يتصرف مع من حوله طوال الوقت على أنه شخص (لطيف جدًا)،  يرضي كل الناس،  لا يريد أن يغضب منه أحد،  قد يصيبه الحرج من قول كلمة (لا)،  يخاف أن يعترض أو يغضب أو يزهق أو حتى أن يظهر ذلك عليه،  يحاول دائمًا تجنب المشاكل،  ويرضي جميع الأطراف،  ويقوم فى أحيان كثيرة بتقديم احتياجات الآخرين على احتياجاته هو شخصيًا،  مهما كان بداخله من مشاعر إنسانية عادية،  واحتياجات بشرية لا جدال فيها.

اقرأ أيضا:

لا أشعر بقيمتي إلا بإرضاء الناس ولو على حساب نفسي.. ما الحل؟

تعود هذا الشخص، منذ طفولته، أن يكون دائماً The Good Child، الطفل اللطيف الظريف،  الهادئ المسالم،  الضاحك المبتسم،  الذى لا يشكو،  ولا يبادر،  ولا يعترض،  ورغم أن ذلك يبدو جميلًا وطيبًا،  ومحل إطراء،  إلا أن الطفل يفعله على حساب نفسه، ويكتم داخله لسنوات طويلة مشاعر إنسانية كثيرة جدًا، هى كلها من حقه، لكن ما وصله فى طفولته هو أنه من غير المسموح أن يعبر عنها،  غير مسموح أن يعبر عن الكره أو الغضب أو الملل أو الاشمئزاز أو الرفض،  تعلم هذا الطفل ألا يعبر عن مشاعره الحقيقية حتى يتجنب المشاكل التى قد تحدث له أو تحدث بسببه (كما صور له من حوله)، قام أهل هذا الطفل بتحميله مسؤولية ليس له أي علاقة بها في الحقيقة،  وهي أن من حوله يجب أن يكونوا راضين وسعداء،  وإذا لم يحدث ذلك،  يتحمل هو الذنب، والعقاب بالطبع.

صديقي العزيز..

صديقتي العزيزة..

من حقك أن تعبر عما بداخلك كما هو..

من حقك أن تحب أو تكره..

من حقك أن تفرح أو تحزن..

من حقك أن تزهق أو تمل..

من حقك أن توافق أو ترفض..

من حقك أن ترسم على وجهك ما يدور داخلك..

ومن حقك أن يظهر ذلك فى كلامك وتصرفاتك وتعبيراتك..

ليس المقصود هنا بالطبع أن تكون عبوسًا أو قاسيًا أو متجهمًا،  لكن ذلك لا يعني أيضًا، أن تكون منافقًا أو متكلفًا أو مبديًا غير ما تظهر.

باختصار شديد..

من حقك - وبكل بساطة وبديهية - أن تكون حقيقيًا، طالما لا تؤذى غيرك،  أو نفسك.

وأن تكون أصيلًا فى مشاعرك،  ومخلصًا فى التعبير عنها،  طالما لا تضر بها أو من خلالها أي أحد.

د.محمد طه(بتصرف يسير)

اقرأ أيضا:

ماذا أفعل مع الماضي الحزين من حياتي الذي يطاردني ويقيم معي؟

اقرأ أيضا:

مرّ 15 عامًا على طلاق والديّ ولازلت أتألم.. ما الحل؟


الكلمات المفتاحية

شخص حقيقي مشاعر أصيلة عمرو خالد مشاعر صحية غضب للطف ارضاء

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled فى أول تدريب لي على السيكودراما – والذى كان فى روما - كانت المدربة تعلمنا شيئاً هاماً للغاية، طلبت منا (وكنا مجموعة من حوالى ثلاثين شخصًا) أن نتحرك فى