يقول الصحابي جرير بن عبد الله البجلي : بايعت النبي صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم"، وهذا يبين قيمة النصيحة ووصايا الخير للمسلمين.
ما قلّ ودلّ:
1-قال موسى بن عمران للخضر عليهما السلام: إني قد حرمت صحبتك؛ فأوصني. قال: إياك واللجاجة، والمشي في غير حاجة، والضحك من غير عجب.
2- وأوصى أبو الدرداء رجلا، فقال له: اعتقد لنفسك ما يدوم، واستدل بما كان على ما يكون.
3- وكان جندب بن عبد الله الأنصاري صديقا لعبد الله بن عباس، فقال له حين ودّعه: أوصني يا ابن عباس، فإني لا أدري أنجتمع بعدها أم لا.
فقال: أوصيك يا جندب ونفسي بتوحيد الله، وإخلاص العمل لله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة؛ فإن كل خير أتيت بعد هذه الخصال مقبول، وإلى الله مرفوع، ومن لم يكمل هذه الأعمال رد عليه ما سواها.. وكن في الدنيا كالغريب المسافر، واذكر الموت، واجعل الدنيا هيّنة عليك، فكأنك قد فارقتها وصرت إلى غيرها، واحتجت إلى ما قدمت.
4- وكتب عمر بن الخطاب إلى ابنه عبد الله: أوصيك بتقوى الله، فإنه من اتقاه كفاه ووقاه، ومن أقرضه جزاه، ومن شكره زاده، فاجعل التقوى عماد بصرك، ونور قلبك، واعلم أنه لا عمل لمن لا نية له، ولا جديد لمن لا خلق له، ولا إيمان لمن لا أمانة له، ولا مال لمن لا رفق له، ولا أجر لمن لا حسنة له.
5- وكان علي بن أبي طالب إذا أراد أن يستعمل رجلا دعاه فأوصاه، وقال: عليك بتقوى الله الذي لابد من لقائه، ولا منتهى لك دونه، فإنه يملك الدنيا والآخرة، وعليك فيما أمرك به بما يقربك من الله، فإن ما عنده خلف من الدنيا.
6- ودخل عثمان بن عفان على العباس بن عبد المطلب في مرضه الذي مات فيه، فقال: أوصني. قال: أوصيك بالصدق؛ فإنه يعرف في ثلاث: في حفظ اللسان، وترك المصانعة، واستواء السر والعلانية.
7- وكان عمر بن الخطاب يقول: فرقوا بين المنيّة؛ واجعلوا الرأس رأسين، ولا تلبثوا بدار معجزة، وأصلحوا مثاويكم، وأخيفوا الهوام قبل أن تخيفكم، واخشوشنوا وتمعددوا وانتعلوا.
8- وأوصى أعرابي انبه فقال:
-يا بني؟ اغتنم مسالمة من لا يدان لك بمحاربته، وليكن هربك من السلطان إلى الوحش في الفيافي وأطراف البلدان، حيث تأمن سعاية الساعي، وطمع الطامع منك.
- ولا تغرنك بشاشة امرئ حتى تعلم ما وراءها؛ فإن دفائن الناس في صدورهم، وخدعهم في وجوههم.
- ولتكن شكاتك الدهر، إلى رب الدهر، واعلم أن الله إذا أراد بك خيرا أو شرا أمضاه فيك على ما أحب العباد أو كرهوا.
- وأرح نفسك من التعب بقبول القيل والقال، فإن كلمة السوء حبة القلب، كما أن الحنطة حبة الأرض، إذا أصابها الماء نبتت، وكذلك الكلمة السوء إذا زرعت في صدرك نبتت منها الضغائن والبغضاء والعداوة.
اقرأ أيضا:
هل القلوب تصدأ .. وما الفرق بين "الران" و" الطبع" على القلب؟