الاستغاثة بالله عز وجل هي صورة عظيمة من صور اللجوء إلى الخالق سبحانه وتعالي والاستعانة به، والاستغاثة هي طلب الغوث، وهو إزالة الشدة، وهي نوع من الدعاء، فهي (دعاء المكروب)؛ أي الدعاء حال الكرب، فيدعو الداعي ربَّه أن يكشف كربه، فيُسمَّى مستغيثًا بالله، والدعاء أعم من الاستغاثة؛ لأنه يكون من المكروب وغيره، (فكل استغاثة دعاءٌ، وليس كل دعاءٍ استغاثةً).
والله تعالى هو الذي يُغيث عباده؛ أي: الذي يُدرِكهم في الشدائد إذا دَعَوْه؛ قال تعالى: ﴿ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ ﴾ [الأنفال: 9]، وقال تعالى: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [النمل: 62]، وكان صلى الله عليه وسلم يقول: ((يا حيُّ يا قيُّومُ، برحمتك أستغيث))؛ رواه الطبراني.
ويقول العلماء في "إسلام ويب": كما أن الاستغاثة برحمة الله تعالى إنما هي استغاثة بالله تعالى وتوسل إليه بصفة من صفاته وليس فيها نداء للصفة، وإنما المنادى هو الله تعالى، كما في الحديث: يا حي يا قيوم برحمتك استغيث. رواه الحاكم والترمذي وحسنه الألباني. ومثلها سؤاله تعالى بعلمه وقدرته في قوله صلى الله عليه وسلم: اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيراً لي... رواه الحاكم وصححه الألباني.
ومثلها الاستعاذة بصفاته تعالى في حديث مسلم: اللهم أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك. انتهى، وفي حديث أبي داود: وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي.. وقال شيخ الإسلام: والاستغاثة برحمته استغاثة به في الحقيقة كما أن الاستعاذة بصفاته استعاذة به في الحقيقة، وكما أن القسم بصفاته قسم به في الحقيقة.
وأما دعاء الصفات نفسها فهو ممنوع لأن الصفة غير الموصوف، كما قال شيخ الإسلام: إن مسألة الله بأسمائه وصفاته وكلماته جائز مشروع كما جاءت به الأحاديث، وأما دعاء صفاته وكلماته فكفر باتفاق المسلمين.
فالداعي إذا قال يا قدرة الله أو يا رحمة الله أو يا كلام الله كأنه جعل هذه الصفة شيئاً مستقلاً عن الموصوف فالصفة ليست هي الله تعالى حتى تنادى وإنما الصفة تابعة للموصوف، فالدعاء يكون للإله الخالق لا لشيء من صفاته.
اقرأ أيضا:
دعوا الله بدون تكلف.. لن تتخيل جوائز السماءاقرأ أيضا:
4 كلمات يرفعك الله بها "مكانًا عليًا"