يعتبر بعض الناس أن البكاء سريع والدمعة القريبة، هو دلالة على ضعف الشخصية، الأمر الذي يخجل منه الكثير من الرجالو النساء، على اعتبار كونه نقطة ضعف لا يجب أن يطلع عليها غيره، فالبكاء يكون حسب طبيعة الرجل فبعض الرجال لا يحب أن يراه أحد يبكي، وبعضهم يكون شديد التأثر بما يجري حوله وتكون عاطفته مسيطرة عليه، ولايهمه الأمر سواء أكان أحد أمامه أم لا، وترى دمعته سخية.
فالقوة لدى الكثير من الناس، مثار إعجابهم، كما أن الإعجاب يتركز حتما حول ذلك الذي يتمكن من كبح مشاعره والسيطرة عليها ، لهذا السبب صار اصحاب الدمعة القريبة معروفين مسبقا بانفعاليتهم وتعاملهم مع الأمور من منظور عاطفي بحت ولم يعد أغلبنا يعتمد عليهم في الحكم على الأمور بقدر الاعتماد على ذوي الأعصاب المتينة.
ولكن كل الناس لها محاسن ولها عيوب والكمال لله وحده، فالنظرة السلبية لأصحاب الدمعة القريبة لا ينبغي أن تسيطر على أصحابها، بل يجب أن يعددوا صفاتهم الإيجابية للأخرين، ولا يقارنوا أنفسهم بمن هم أعلى منهم في المشاعر، من حيث قوتها وجفائها.
كما أن المظهر الخارجي، والوضع الاجتماعي والاقتصادي وغيرها من الأمور الدنيوية ليست هي الأصل الذي يجعلنا نحترم الناس، أو نخاف منهم، ونذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس -رضي الله عنهما- عن أبي العباس عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: كنت خلف النبي -صلى الله عليه وسلم- يوما-، فقال: (يا غلام، إني أُعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سأَلت فاسأَل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأُمة لو اجتمعت على أَن ينفعـوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
كيف تتغلب على دمعتك القريب؟
1- اسعي في مرضاة الله، فإذا أحبك الله جعل لك القبول بين الناس.
2- ينبغي أن تتصالح مع نفسك وتتحرر من هواها، وتثقي في قدراتك وإمكانياتك، واعتز بها، ولا تقارن نفسك بالآخرين، فما تملكه قد لا يكون عندهم، وما يملكونه ليس بالضرورة يكون عندك، وفضل الله يؤتيه من يشاء من عباده، كل ما علينا هو أن نرضى بما قسمه الله لنا ونقنع بما عندنا، ونتطلع للأحسن والأفضل.
3- كون نموذجاً في الأخلاق، واحترم قيم وآراء الآخرين.
4- أفش السلام على من تعرف ومن لا تعرف، وساعد من يطلب منك المساعدة.
5- قدم الهدايا لمن حولك حتى ولو كانت رمزية، فإنها تحبب فيك الناس وازهد فيما عندهم.
6- بادر بمواصلة الآخرين في مناسباتهم الاجتماعية وشارك فيها.
7- أحسن الظن دائماَ في الآخرين، ولا تستعجل في الحكم عليهم إلى أن يتبين لك العكس.
اقرأ أيضا:
من عجائب إكرام الضيف| أكل عنده الشافعي فأعتق الجارية فرحًا