مرحبًا بك يا عزيزتي..
قلبي معك في حيرتك.
من قال أن التنمية البشرية علاجًا لما حدث معك في طفولتك يا عزيزتي؟!
ان سبب حيرتك، وتخبطك، وعدم شعورك بالراحة هو عدم السير في الطريق الصحيح وهو التعافي من طريقة التربية المسيئة في الطفولة أولًا.
لابد من ازالة أثر تشوهات الشخصية الناجمة عن تربية خاطئة، وجهل تربوي ونفسي، تعاني منه معظم الأسر في مجتمعاتنا وليس أسرتك فقط يا عزيزتي.
ما حدث معك ليس بهذه الخفة ولا السطحية بحيث يمكن أن يعالجه ويداويه فتوى أو مقال أو كتاب، أو قراءات في التنمية البشرية، بل هو طريق ورحلة للنمو النفسي والنضج والوعي تتطلب منك إرادة وووقت وصبر وتفهم ومساعدة متخصصة من معالجة نفسية.
أول خطوة مطلوبة هي البحث عن معالجة نفسية متخصصة ثقة وماهرة، وهذا ليس وصمًا ولا عيبًا بل هو العلم الذي أمرنا الله أن نتتبعه ونطبقه كما أنزله، فهو سبحانه خلق هذه النفس ويعلم ما يداويها، ويصلحها، وهو بالطبع لابد له من "علم" و"تخصص" تمامًا كما أدوية الجسد وأمراضه.
استعدال صورتك الذاتية المتدنية عن نفسك التي هي السبب في فقدك للثقة في نفسك، وضعف شخصيتك، وعدم قدرتك على ترسيم حدودك النفسية وحمايتها وعدم السماح بتجاوزها، ورفض الأذى، وعدم السماح به، وليس السماح به ثم الدفاع عن نفسك، هذا كله يحتاج إلى معالجة نفسية وليس كتبًا في التنمية البشرية.
مضت أعوام ذاع فيها صيت التنمية البشرية، أعرف هذا، لكن تأثيرها سطحي، ووهمي في كثير من الأحيان لأنها ببساطة ليست علمًا معتمدًا له قواعد، وطرق، ونظريات، ومدارس، إلخ.
التنمية البشرية يا عزيزتي ما هي إلا مادة تحفيزية، لكنها ليست علمية، تغيّر ما بالنفس، وتصلح الذات، وتنميها، وتطورها بشكل حقيقي لا وهمي أو مزيف، وتمحو عنها آثار أعوام من التوجيه والتربية والعلاقات الأسرية وغيرها، الخاطئة.
هناك إصلاح جذري وعميق تحتاجين إليه، وهو ناجع، ومجرب، ولكن على يد متخصصة نفسية.
وأخيرًا، أؤكد يا عزيزتي، المعالج النفسي ليس شخصًا يعالج الأمراض النفسية وحسب، فلا نلجأ إليه إلا في حالة المرض النفسي، بل هو أيضًا شخصًا يصلح النفس مما اعتراها من مشكلات، وأزمات، ومعوقات، حالت دون نضجها، ونموها بشكل سوي، المعالج النفسي شخص مهم يقدم الدعم النفسي بشكل علمي ومدروس ووفق خطط علاجية، حتى نقصر الطريق على أنفسنا ولا نبق هكذا طويلًا غارقين في العشوائية وتجربة أشياء وطرق ما أنزل الله بها من سلطان، ولا تجدي نفعًا.
العلاج النفسي هو طريق الله، الذي سيعلمك الاتزان النفسي، ويعيد بناء شخصيتك بشكل سوي لا تعتريه كل هذه الارتباكات.
هيا يا عزيزتي، ابدأي فورًا في هذا، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.