أخبار

فرض غرامة على المشتري الذي يتأخر فى السداد.. هل يجوز؟

فكرة رائعة اعملها قبل الفجر بـ20 دقيقة هتغير حياتك كلها .. جرب ولن تندم

علماء يبتكرون رقعة جلدية لقياس ضغط الدم

هل الزواج بأحد قدر مكتوب أم قرار واختيار من الإنسان؟

تحذير من "عواقب صحية خطيرة" لمن يتناولون الطعام بعد هذا التوقيت

الزواج ليس نهاية الحكاية .. 7 أشياء يبحث عنها الرجل في المرأة

الذكر يريح القلب ويبعث الطمأنينة .. تعالوا نذكر الله بهذه الطريقة

كيف تدير مشكلة طرفها امرأة.. هكذا كان يفعل النبي؟!

كيف تزجر النفس عن المعاصي؟

تريد أن تحقق الطمأنينة والسلام النفسي في حياتك؟.. عيش بهذا الذكر وردده من قلبك

هل يمكن أن تقوّي التنمية البشرية شخصيتي الضعيفة؟

بقلم | ناهد إمام | الجمعة 15 يوليو 2022 - 09:56 م

أنا فتاة أبلغ من العمر 32 عامًا،  نشأت في بيئة فيها تمييز بين الأبناء،  ومشاكل بين الأبوين أدت بنا إلى الخوف،  والتنازل عن حقنا خوفًا مما سيجري لو دافعنا عن أنفسنا،  وأنا على وجه الخصوص عانيت على المستوى الشخصي بالإضافة إلى أنني أصنف من ذوي الشخصية شديدة الحساسية.

بما أنني العضو الأصغر في الأسرة،  كنت دائمًا أتلقى الأوامر من الجميع، ويجب عليّ تنفيذها، فأصبحت أفعل ما يقال لي تلقائيً كما الإنسان الآلي، وأسمع نصائح من هم أكبر مني،  وأطبقها على الفور،  ولا أشغل نفسي بالتفكير فأنا كبرت على منهج أن غيري يفكر لي، مما أدى بي إلى الثقة العمياء بكل ما يقال لي،  حتى وإن كان من الأشخاص الغرباء، لأني لا أتخيل أن هناك من يريد بي شرًا فلا آخذ حذري، أو أفكر بما يطلب مني أو يقال لي.

كما أنني أعاني من مشكلة أخرى،  وهي أنني أخشى رد  الإساءة، خوفًا من جرح مشاعر من أساء لي، ناهيك عن أن بعض المحيطين بي لا يعتبرون أنفسهم مخطئين ( ذوي الشخصية النرجسية) بحيث أنهم مهما كانوا مخطئين بصورة واضحة،  وجلية، فهم يدافعون عن أنفسهم ببراعة، بينما أنا فاشلة جدًا في الدفاع عن نفسي،  وإن كنت محقة.

بعد أن وصلت لمرحلة الشباب،  هداني الله وتقربت إليه،  وبدأت اقرأ وأسمع كثيرًا من أصحاب الدين أن التسامح،  وكظم الغيظ،  والتغاضي يزيد الحسنات،  لكن هذا بدأ يستنزفني ويقهرني، خاصة أنني ضعيفة الشخصية، ثم بعد فترة بأت اقرأ في مجال التنمية البشرية،  أنه يجب أن يدافع الشخص عن نفسه، وقراراته، ويرد الاساءة بالمثل وما إلى ذلك، وعندما طبقت هذا وجدتني أتطبع بغير طبعي وابتعدت عن الله .

أنا الآن حائرة بين طريقين، أولها التنمية البشرية لتقوية شخصيتي، لكن ما يدريني أن بعض تعليمات التنمية قد يؤدي بي الى الاسترسال في الدفاع عن نفسي،  ولربما أطغى ويؤدي بي الطريق إلى مسالك الشيطان،  وهذا ما بدأت أشعر به بعد تطبيق بعض تعليمات التنمية البشرية،  ووجدتني أبتعد عن طبيعتي شيئًا فشيئًا، وبدأت أركز على إساءات من حولي، وأحاول ردها مباشرة،  واقف لهم على الواحدة فأرهقني ذلك لأنه عكس طبيعتي.

أما الثاني فهو طريق الله،  لكن من يدعو إلى الله يركزون على التغاضي والتسامح وكظم الغيظ،  وعدم رد الإساءة،  لكن ذلك أرهقني أيضًا، فأنا  أريد أن أدافع عن نفسي،  وأصبحت أخاف ألا أؤجر على تسامحي لأنه عن ضعف وليس قوة .

كيف أكون مؤمنة،  قوية،  تتغاضى،  وتسامح،  لكن من مبدأ قوة الشخصية، وبهدف إرضاء الله، وليس عن ضعف مني؟ وهل هناك كتب تقوي الشخصية أو مقالات،  أو فتاوى تساعدني قليلًا على تقوية شخصيتي،  وأن أصبح أكثر حذرًا، ولا أثق ثقة عمياء بالناس،  فأنا بدأت أكره طيبتي المفرطة؟





الرد:




مرحبًا بك يا عزيزتي..

قلبي معك في حيرتك.

من قال أن التنمية البشرية علاجًا لما حدث معك في طفولتك يا عزيزتي؟!

ان سبب حيرتك، وتخبطك، وعدم شعورك بالراحة هو عدم السير في الطريق الصحيح وهو التعافي من طريقة التربية المسيئة في الطفولة أولًا.

لابد من ازالة أثر تشوهات الشخصية الناجمة عن تربية خاطئة، وجهل تربوي ونفسي، تعاني منه معظم الأسر في مجتمعاتنا وليس أسرتك فقط يا عزيزتي.

ما حدث معك ليس بهذه الخفة ولا السطحية بحيث يمكن أن يعالجه ويداويه فتوى أو مقال أو كتاب، أو قراءات في التنمية البشرية، بل هو طريق ورحلة للنمو النفسي والنضج والوعي تتطلب منك إرادة وووقت وصبر وتفهم ومساعدة متخصصة من معالجة نفسية.

أول خطوة مطلوبة هي البحث عن معالجة نفسية متخصصة ثقة وماهرة، وهذا ليس وصمًا ولا عيبًا بل هو العلم الذي أمرنا الله أن نتتبعه ونطبقه كما أنزله، فهو سبحانه خلق هذه النفس ويعلم ما يداويها، ويصلحها، وهو بالطبع لابد له من "علم" و"تخصص" تمامًا كما أدوية الجسد وأمراضه.

استعدال صورتك الذاتية المتدنية عن نفسك التي هي السبب في فقدك للثقة في نفسك، وضعف شخصيتك، وعدم قدرتك على ترسيم حدودك النفسية وحمايتها وعدم السماح بتجاوزها، ورفض الأذى، وعدم السماح به، وليس السماح به ثم الدفاع عن نفسك، هذا كله يحتاج إلى معالجة نفسية وليس كتبًا في التنمية البشرية.

مضت أعوام ذاع فيها صيت التنمية البشرية، أعرف هذا، لكن تأثيرها سطحي، ووهمي في كثير من الأحيان لأنها ببساطة ليست علمًا معتمدًا له قواعد، وطرق، ونظريات، ومدارس، إلخ.

التنمية البشرية يا عزيزتي ما هي إلا مادة تحفيزية، لكنها ليست علمية، تغيّر ما بالنفس، وتصلح الذات، وتنميها، وتطورها بشكل حقيقي لا وهمي أو مزيف، وتمحو عنها آثار أعوام من التوجيه والتربية والعلاقات الأسرية وغيرها، الخاطئة.

هناك إصلاح جذري وعميق تحتاجين إليه، وهو ناجع، ومجرب، ولكن على يد متخصصة نفسية.

وأخيرًا، أؤكد يا عزيزتي، المعالج النفسي ليس شخصًا يعالج الأمراض النفسية وحسب، فلا نلجأ إليه إلا في حالة المرض النفسي، بل هو أيضًا شخصًا يصلح النفس مما اعتراها من مشكلات، وأزمات، ومعوقات، حالت دون نضجها، ونموها بشكل سوي، المعالج النفسي شخص مهم يقدم الدعم النفسي بشكل علمي ومدروس ووفق خطط علاجية، حتى نقصر الطريق على أنفسنا ولا نبق هكذا طويلًا غارقين في العشوائية وتجربة أشياء وطرق ما أنزل الله بها من سلطان، ولا تجدي نفعًا.

العلاج النفسي هو طريق الله، الذي سيعلمك الاتزان النفسي، ويعيد بناء شخصيتك بشكل سوي لا تعتريه كل هذه الارتباكات.

هيا يا عزيزتي، ابدأي فورًا في هذا، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.


الكلمات المفتاحية

تنمية بشرية عمرو خالد علاج نفسي تدني الصورة الذاتية المقارنة والتمييز بين الأبناء اساءات والدية طرق تربية خاطئة جهل نفسي جهل تربوي

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled أنا فتاة أبلغ من العمر 32 عامًا، نشأت في بيئة فيها تمييز بين الأبناء، ومشاكل بين الأبوين أدت بنا إلى الخوف، والتنازل عن حقنا خوفًا مما سيجري لو داف