الإخلاص في القول والفعل لله تعالى يعد من أعظم الطاعات في الإسلام حيث يجب علي المؤمن التركيز علي عن كل ما يضاد الإخلاص وينافيه، كالرياء والسمعة والعجب ونحو ذلك، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في دبر الصلاة: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، ولا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون"
الله سبحانه وتعالي أمر في القرآن الكريم والحديث القدسية بالتحلّي بالأخلاق الحسنة، كما بعث رسوله محمد -صلّى الله عليه وسلّم- ليدعو إلى مكارم الأخلاق، ومن أعظم هذه الأخلاق وأساسها توحيد الله تعالى، والإخلاص له في كلّ الأقوال والأعمال.
ومن المهم التشديد هنا علي أن الإخلاص لله هو أن يكون هدف العبد وقصده من خلال أعماله وأقواله رضا الله، وألّا يشرك معه أحداً، وأن يبتعد عن الرياء، والسُمعة، والشهرة، ومدح الناس، فيكون عمله خالصاً لوجه الله تعالى؛ رغبةً بالأجر والثواب العظيم يوم القيامة، والتوفيق في الحياة الدنيا،
الإخلاص في القول والعمل من أعظم الطاعات التي حث عليها الإسلام وهو ما ظهر بشكل واضح في قوله : "وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ"،انطلاقا من أن الإخلاص هو من الأعمال القلبيّة؛ حيث إنّ مكانه القلب، فبما أنّ محلّه القلب فهو بين العبد وربّه، متعلّقٌ بما يفعل العبد فلا يُمكن للناس قياس مدى إخلاص عبدٍ ما، بل هو أمر ذاتيّ بالعبد خاصٌ به، والإخلاص لا يتعلّق بعملٍ معيّنٍ، بل يشمل جميع الأقوال والأعمال.
وقد أجمع الفقهاء علي وأهل علي وجود وسائل معينة على الإخلاص على الإنسان أن يكون عمله وقوله خالصاً لله تعالى، بعيداً عن الرياء، وحتى يتحقّق إخلاص العبد في أقواله وأعماله عليه أن يسلك بعض السُبل لتحقيق ذلك، ومن الوسائل التي تساعد الإنسان على تحقيق الإخلاص.إخلاص النية يبدو أمرشديد الخطورة وعظيما فليس من السهل معرفة إن كانت نية الإنسان في عمله خالصةً أم لا، فهي تحتاج لمتابعةٍ حثيثةٍ، وعملٍ دؤوبٍ من قِبل الإنسان، فعلى الإنسان قبل كلّ عملٍ يقوم به، وقبل كلّ قولٍ يصدر منه أن يضع نيّته محلّ المراقبة، ليتأكّد من خلوّها من الشوائب، وما يعكّر صفوها.
ويتطلب الإخلاص في العمل عدم التأثر بكلام الناس حيث إنّ طبيعة أيّ عملٍ يقوم به أيّ إنسانٍ في الدنيا يعقبه مدحٌ أو ذمّ، والنفس البشرية جُبلت على حبّ المدح الموجّه إليها، والاستياء من الذم، حيث إنّ النفس تشعر بالفرح، والرضا، والسعادة، والسرور بمجرّد مدحٍ قُدّم إليها، أمّا بالاستماع إلى الذمّ فتشعر بثبوطٍ في همّتها، فعلى الإنسان كي يحقّق الإخلاص في أعماله وأقواله ألّا يجعل كلام الناس، ومدحهم وذمّهم هو الأساس في القيام بالأفعال، أو التحدّث بالأقوال.
الأخلاص في القول والعمل يشترط الابتعاد عن الكبر والغرور على الإنسان أن يقوم بالانتباه لنفسه في لحظات اطّلاع الناس على ما يفعل أو يقول، ثمّ ثنائهم عليه، فعليه أن يكون حريصاً ألّا ينتابه غرورٌ وكبرٌ في نفسه، وأن يسارع في حمد الله تعالى، وشكره على توفيقه، فلولا الله -تعالى- لما نجح هذا العمل، وعليه ألّا يجزع ولا يخاف.
الصبر والتحمل من أهم الوسائل المعينة علي الاخلاص فعلى المسلم أن يكون صابراً خلال عمله؛ ليحقّق الإخلاص فيه، وذلك بالصبر على كلّ ما يُعينه في طلبه للعلم، وعلى رزقه الذي يُجنيه من عمله حتى لو كان قليلاً، وعلى الناس الذين يخالطونه في عمله.
ولا يغيب عن الوسائل المعينة علي الاخلاص في العمل قصد رضا الله والفوز بجنته وذلك بأن يكون همّ الإنسان أولاً وآخراً ابتغاء رضا الله، ويقصد في عمله وقوله الفوز بالآخرة، وبجنّات النعيم، وأن يبتعد عن التفكير في الدنيا ومتعها، بل يتجّه نحو الآخرة ونعيمها.
إدراك أهمية الإخلاص يبدو حاضرا ضمن الوسائل المعينة علي الاخلاص فهو أمر يتطلب أدراك فضل وأهمية أن تكون أعماله وأقواله خالصةً لله تعالى، وأنّ الإخلاص شرطٌ لقبول الأعمال، وأن يستشعر معنى الإخلاص في حياته.
وعلي المؤمن اذا كان مخلصا في عمله أن يجاهد نفسه بتذكيرها بأنّ الإخلاص أمرٌ من الله -تعالى- للعبد في أقواله وأفعاله، وأن يبتعد عن الرياء قدر المستطاع؛ لأنّه خطرٌ يهدّد إخلاصه، وخطرٌ يُحبط عمله. أن يتحلّى بالتواضع مع الناس، ولا يستعلي عليهم بالعمل الذي قام به، ولا يغترّ بنجاحه، فالإنسان لا يعلم هل عمله مقبول أم لا. أن يتوجّه إلى الله بالدعاء في كلّ الأوقات، مع الإلحاح به، خاصّةً في حالة قيامه بعملٍ ما، بأن يتقبلّه الله، ويُعينه على القيام به على أكمل وجهٍ، حيث قال الله تعالى: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ".
ومن ضمن الوسائل المعينة علي الاخلاص أن يبقى الإنسان متذكرّاً أنّ الله -تعالى- عالمٌ بكلّ شيءٍ، لا تخفى عليه خافيةٌ، يعلم ما تكنّه الأنفس. ثمار الإخلاص إذا اتّبع المسلم الوسائل التي تُعينه على أن يكون مُخلصاً في عمله وقوله، وسعى ليحقّق الإخلاص فهذا يعود عليه بالنفع والإيجابيّة من خلال الثمار التي سيُجنيها بسبب إخلاصه، ومن ثمار الإخلاص: إنّ الإنسان الصادق المُخلص ينال من الأجر العظيم الكثير، ويغفر الله له ذنوبه، ويُضاعف له حسناته، فإنّ عمله أيضاً يُعظم ويكبر بمجرّد إخلاصه فيه.
اقرأ أيضا:
أخي العاصي لا تمل وتيأس مهما بلغت ذنوبك وادخل إلى الله من هذا الباب.. التوبةوللإخلاص ثمار عديدة بحسب إجماع العلماء فإذا اتّبع المسلم الوسائل التي تُعينه على أن يكون مُخلصاً في عمله وقوله، وسعى ليحقّق الإخلاص فهذا يعود عليه بالنفع والإيجابيّة من خلال الثمار التي سيُجنيها بسبب إخلاصه،
ومن أبرز ثمار الإخلاص كما يؤكد أهل العلم إنّ الإنسان الصادق المُخلص ينال من الأجر العظيم الكثير، ويغفر الله له ذنوبه، ويُضاعف له حسناته، فإنّ عمله أيضاً يُعظم ويكبر بمجرّد إخلاصه فيه.
حفظ الله ورعايته يعد من أبرز ثمار الإخلاص في القول والعمل فالمؤمن الذي يُخلص ويسعى ليكون من المخلصين لله؛ فإنّه يكون بحفظ الله ورعايته،
الإبعاد عن مكر الشيطان من أبرز ثمار الإخلاص في القول والعمل حيث قال الله تعالى:"قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ*إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ".فضلا عن أن ابتغاء وجه الله تعالى؛ في الفعل والقول يقرب المؤمن من نيل شفاعة الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- يوم القيامة، حيث قال الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: "أسْعدُ الناسِ بِشفاعَتِي يومَ القِيامةِ مَنْ قال: لا إلهَ إلَّا اللهُ خالِصاً مُخلِصاً من قلْبِهِ".
كما أنه المؤمن الإنسان الذي يصدق ويخلص النية في جميع مناحي حياته لوجه الله تعالي يفرّج الله عنه همومه، ويرزقه الراحة والسكينة، وينفّس عنه كُربه، وييّسر له أموره