مرحبًا بك يا عزيزتي..
أولًا لابد أن تشجعي ابنتك على "الرسم" فهو وسيلة للتعبير عن المشاعر خاصة للأطفال حيث يتعذر عليهم التعبير عن مشاعرهم بسهولة كما الكبار، دعيها ترسم أسرة، وراقبي أعضاء هذه الأسرة وشكل وجوههم وأجسادهم ، فلهذا كله دلالات، دعيها تعبر عن مشاعرها تجاهك، ووالدها غير المهتم، وزوجك، وجدها، وجدتها، وخالتها، إلخ عبر الرسم، ولا بأس أن تتواصل يبعدها مع معالج/ة نفسي/ة ليحدثك عن مشاعرها من خلال تفسير هذه الرسومات، فما أراه أن مشاعرها تجاه والدها الذي لا يهتم "مدفونة" مهما كانت تبدي فرحًا أو رضًا بوجود زوجك وقيامه بدور والدها، والمشاعر المدفونة يا عزيزتي تسبب مشكلات نتحير بشأنها.
وثانيًا، أتفهم صعوبة وضعك وأقدر مشاعرك يا عزيزتي، أعانك الله، ولكن ابنتك طبيعية، وذكية، ومنطلقة، وحرة، فالطفل صاحب الرأي، من لديه قوة على ابداء رأيه يحتفى به، فهذا دليل ذكاء، وحضور في الشخصية، وقوة ملاحظة، طفل "لمّاح"، وهو طفل نعمة وموهوب، وليس قليل الأدب.
فقط كل ما عليك هو تهذيب الأمر، كأن تطلبي منها طلب الكلمة والاستئذان لقول رأيها، وتمدحي هذا السلوك على أنه من صفات الأطفال الحلوين الراقيين ..إلخ، ويمكنك أن توفري عليها جهدها المشوش التلقائي المندفع لتأكيد ذاتها، ولفت الانتباه لها، بأن تطلبي أنت رأيها، وتعلني اهتمامك بوجودها ورأيها، وأنك منتبهة لذلك كله وغير مهملة أو متجنبة له.
وأخيرًا، السلوكيات والخصال لا تورث يا عزيزتي، وهذا تعليقًا على خشيتك أن تكون قد ورثت هذا عن والدها، وإنما سلوكيات تنمو في ظل استعدادات مشجعة ومحفزة من بيئة، وأسرة، ومجتمع، وهي تتغير بوجود هذا المغير، فكوني أنت، ولا ترددي أمامها فكرة أنها تشبه والدها في كذا أو ورثت عنه كذا، فهذه فكرة وهمية لكنها قد يتم تثبيتها لدى طفلتك ويكون هذا بسببك لا بسببها.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.