كشف باحثون عن وجود علاقة بين الإصابة بالخرف، وطبيعة عمل الشخص، بعد أن أظهرت النتائج ارتفاع معدلات الإصابة بين الأشحاص الذين يعملون في وظائف متدنية، مقارنة بغيرهم.

وتوصل الباحثون في كلية ميلمان للصحة العامة بجامعة كولومبيا إلى أن الأجور المنخفضة المستمرة مرتبطة بتدهور أسرع للذاكرة. كما أن مثل هذه الوظائف ارتبطت سابقًا بالاكتئاب والسمنة وارتفاع ضغط الدم- والتي تعد أيضًا عوامل في تدهور صحة الدماغ.

وفي بريطانيا، حيث يقدر أن هناك نحو 676 ألف شخص يعانون من الخرف، تتركز الوظائف ذات الأجور المتدنية، في عمال النظافة، ومساعدي تقديم الطعام، ومساعدي التدريس، ويبلغ متوسط رواتبهم أقل من 12000 جنيه إسترليني.

ويبلغ الحد الأدنى للأجور بالنسبة للبريطانيين، 9.50 جنيهًا إسترلينيًا للساعة، وفي الولايات المتحدة 7.25 دولارًا للساعة. لذا اعتبر الباحثون أن أحد الحلول البسيطة لهذه المشكلة هو رفع الأجور إلى 15 دولارًا في الساعة (12.30 جنيهًا إسترلينيًا).

زيادة الأجور يحسن الصحة العقلية 

وقالت الكاتبة الرئيسية أدينا زكي الحزوري، الحاصلة على درجة الدكتوراه، والأستاذ المساعد في علم الأوبئة في مركز كولومبيا بتلر للشيخوخة، إن تغيير السياسة سيكون مفيدًا للصحة الإدراكية.

ووفقًا للباحثين، فإن "العمل المستقبلي يجب أن يدرس بدقة عدد حالات الخرف والسنوات الزائدة من الشيخوخة المعرفية التي يمكن منعها في ظل سيناريوهات افتراضية مختلفة من شأنها زيادة الحد الأدنى للأجر في الساعة".

ودرس الباحثون بيانات أكثر من 2879 شخصًا ولدوا بين عامي 1936 و1941، وفحصوا أولئك الذين يحصلون على الأجور المنخفضة على وجه التحديد وقارنوهم بمن هم أعلى دخلاً.

ودرسوا أيضًا الذين يحصلون على أجور منخفضة، أو يحصلون بشكل دائم على أجور منخفضة على أساس الأجور المكتسبة ما بين عامي 1992 و2004. وقاموا بفحص العلاقة مع تدهور الذاكرة على مدى السنوات الـ 12 المقبلة من 2004-2016.

ومن خلال مقارنة ذوي الأجور المنخفضة بأولئك الذين يحصلون على رواتب معقولة، أظهرت النتائج التي نشرت بالمجلة الأمريكية لعلم الأوبئة، أن ذوي الأجور الأقل شهدوا انخفاضًا أسرع في الذاكرة مع تقدم العمر.

وكان متوسط الإصابة بالشيخوخة المعرفية لديهم أكبر بنحو عام خلال 10 سنوات، بمعنى أن مستوى الشيخوخة الذي عانى منه أصحاب الأجور المنخفضة سيكون هو نفسه لمن هم أعلى أجرًا منهم من ذوي الخبرة خلال 11 عامًا.

اقرأ أيضا:

8 أسباب تؤدي إلى تساقط الشعر.. تعرف عليها

ثمانية عوامل خطر

وكشف أبحاث في السابق عن مجموعة من العوامل الرئيسية التي تزيد من خطر الإصابة بالخرف، إذ نظر الباحثون في أداء المشاركين في اختبارات الذاكرة والانتباه، وكيف تأثر ذلك بثمانية عوامل خطر قابلة للتعديل للمتلازمة.

وشملت الآتي:

تعليم منخفض (أقل من شهادة الثانوية العامة)
فقدان السمع
إصابات في الدماغ
تعاطي الكحول أو المخدرات
ارتفاع ضغط الدم (ارتفاع ضغط الدم)
التدخين (حاليًا أو في السنوات الأربع الماضية)
مرض السكري
الاكتئاب
أدى كل عامل من العوامل المذكورة إلى انخفاض في الأداء المعرفي بما يصل إلى ثلاث سنوات من الشيخوخة، مع مساهمة كل عامل إضافي بنفس القدر من الانخفاض.

على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي وجود ثلاثة عوامل خطر إلى انخفاض في الأداء المعرفي بما يعادل تسع سنوات من الشيخوخة. وزادت تأثيرات عوامل الخطر مع تقدم العمر، كما زاد عدد عوامل الخطر التي يعاني منها الأشخاص.