جميع المسلمين على وجه البسيطة، يتمنون لو أن يروا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو لحظة واحدة، ينهلون منه، ويرون ظمأهم من غيابه عنهم، لكن من فضل الله عز وجل علينا، أن ترك لنا بعض صفات نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم، لعل وعسى نعيش معها لحظات، نتصور فيها كان رسولنا عليه الصلاة والسلام، فتهيم نفوسنا وتهفو إلى مطالعته، وتتروى بعض من هذه الصفات حتى اللقاء الأهم، في جنة الخلد بإذن الله.
وقد كان من وصفه صلى الله عليه وآله وسلم: «سَهْلَ الْخَدَّيْنِ، ضَلِيعَ الْفَمِ، أَشْنَبَ، مُفْلَجَ الْأَسْنَانِ، دَقِيقَ الْمَسْرُبَةِ، كَأَنَّ عُنُقَهُ جِيدُ دُمْيَةٍ، فِي صَفَاءِ الْفِضَّةِ، مُعْتَدِلُ الْخَلْقِ، بَادِنًا مُتَمَاسِكًا، سَوَاءُ الْبَطْنِ وَالصَّدْرِ، عَرِيضُ الصَّدْرِ، بَعِيدُ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ، ضَخْمُ الْكَرَادِيسِ، أَنْوَرُ الْمُتَجَرَّدِ».
أجمل الخلق
كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، يرونه أجمل خلق الله على الإطلاق، حتى أنه يروى أنه حينما حضر عمرو بن العاص الموت، بكى طويلاً، وحول وجهه إلى الجدار، فقال له ابنه: ما يبكيك يا أبتاه؟ أما بشرك رسول الله، فأقبل عمرو رضي الله عنه إليهم بوجهه وقال: إن أفضل ما نعد ــ شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، إني كنت على أطباق ثلاثة: لقد رأيتني وما أحد أشد بغضاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم مني، ولا أحب إلي أن أكون قد استمكنت منه فقتلته، فلو مت على تلك الحال لكنت من أهل النار، فلما جعل الله الإسلام في قلبي، أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: ابسط يمينك فلأبايعنك، فبسط يمينه، قال: فقبضت يدي.. فقال: ما لك يا عمرو؟ قلت: أردت أن أشترط، فقال: تشترط ماذا؟ قلت: أن يغفر لي.فقال: أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله؟، وما كان أحد أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أحلى في عيني منه، وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالاً له، ولو قيل لي صفه لما استطعت أن أصفه، لأني لم أكن أملأ عيني منه، ولو مت على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة.
وصف دقيق
يقول ابن كثير رحمه الله، في وصف قدمي النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان أخمص القدمين، يعني أن قدمه كان ضامرًا يرتفع باطنه عن الأرض، فيما وصف صحابته رضوان الله عليهم أجمعين، شعر رأسه ولحيته وحاجبيه وأنه موصول ما بين اللبة (الصدر) والسرة بشعر يجري كالخيط.... وأنه أشعر الذراعين والمنكبين وأعالي الصدر.. ولم يذكروا شيئاً عن شعر الرجلين.
فيما وصفه هند بن أبي هالة التميمي للحسن بن علي رضي الله عنهما حين سأله عن وصف النبي صلى الله عليه وسلم -وكان وصافاً-، فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فخما مفخما يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر، أطول من المربوع، وأقصر من المشذب، عظيم الهامة، رجل الشعر إن تفرقت عقيصته فرق، وإلا فلا يتجاوز شعره شحمة أذنيه إذا هو وفره، أزهر اللون، واسع الجبين، أزج الحواجب سوابغ في غير قرن، بينهما عرق يدره الغضب، أقنى العرين، له نور يعلوه يحسبه من يتأمله أشم، كثّ اللحية، سهل الخدين ضليع الفم أشنب مفلج الأسنان، دقيق المسربة، كأن عنقه جيد دمية في صفاء الفضة، معتدل الخلق، بادن متماسك سواء البطن والصدر، عريض الصدر، بعيد ما بين المنكبين، ضخم الكراديس، أنور المتجرد، موصول ما بين اللبة والسرة بشعر يجري كالخيط، عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك، أشعر الذراعين والمنكبين وأعالي الصدر، طويل الزندين، رحب الراحة، سبط القصب، شثن الكفين والقدمين، سائل الأطراف، خمصان الأخمصين مسيح القدمين ينبو عنهما الماء، إذا زال زال قلعا، يخطو تكفيا ويمشي هونا، ذريع المشية إذا مشى كأنما ينحط من صبب، وإذا التفت التفت جميعاً، خافض الطرف نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء، جل نظره الملاحظة، يسوق أصحابه، يبدر من لقي بالسلام.
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورها