سجدة التلاوة، هي السجدة التي تأتي في المصحف، مثل قوله تعالى: «كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب ۩ (العلق 19)»، وبمجرد أن تسمع يجب على المسلم أن يقوم من فوره ويسجد لله رب العالمين، تأكيدًا على العبودية المطلقة لله عز وجل.
لكن ماذا لو سمع سجدة التلاوة وهو في مكان غير مناسب للسجود مثل المواصلات (المترو أو الميكروباص أو غير من وسائل المواصلات سواء العامة أو الخاصة)، فكيف يتصرف؟، هل يطلب من السائق أن (يركن جانبًا حتى يسجد)؟، وماذا لو كان في المترو (هل يسجد من فوره في أي مكان)؟.
حكم سجدة التلاوة أنها سنة، يعني أن فاعلها يُثاب، وتاركها لا يأثم، لكن لو أتى بها لكان أفضل.
اظهار أخبار متعلقة
ماذا أقول في سجدة التلاوة؟
لكن ماذا أقول في سجدة التلاوة، إذا كانت الظروف تسمح بالسجود، كأن تكون في المنزل مثلا، أو في المسجد، من الممكن أن تقول "سجد وجهي للذي خلقه، وشق سمعه وبصره، بحوله وقوته، فتبارك الله أحسن الخالقين".. أو تقول "سبحان ربي الأعلى"، لكن يشترط التكبير قبل السجود، ولا يشترط في سجود التلاوة الوضوء.
كما أن سجدة التلاوة سجدة واحدة وليست اثنين كما يزعم البعض، وليس من الضروري أن تسلم بعد السجدة، وقد اختلف العلماء في حكم سجود التلاوة، فذهب الجمهور إلى أنه سنة، وذهب الأحناف إلى الوجوب، وإنما ذهب الجمهور إلى سنيته، لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعله وتركه، فدل ذلك على عدم الوجوب، ثم إنه قد ورد عن الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: «يا أيها الناس إنا نمر بالسجود فمن سجد فقد أصاب، ومن ترك فلا إثم عليه».
اشتراط الطهارة
أيضًا هناك من أهل العلم من اشترط الطهارة لإتمام سجدة التلاوة، ومنهم من أجازه ولو كان المرء على غير طهارة، ومنشأ الخلاف بينهم هو: هل هي صلاة أم لا ؟ فمن رآها صلاة اشترط فيها الطهارة، ومن لم يرها صلاة لم يشترطها فيها، وقد كان ابن عمر رضي الله عنهما يسجده وهو على غير وضوء.
وفعله على طهارة أولى وأحوط، كما على (الساجد) في سجود التلاوة، أن يستقبل القبلة كما في الصلاة، وبما أن المواصلات (السيارة أو المترو) قد لا يستطيع تحديد مكان القبلة فليس عليه شيء إن تركها، وإن كان السجود لله عز وجل من الأمور التي يجلها الله عز وجل، (وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ۚ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (البقرة 115)، وقد يسر بعض العلماء على الراكب بأن يوميء برأسه فقط بنية السجود، عسى أن يتقبلها الله منه بإذن الله، لكن لا ننسى أن إجماع أهل العلم على أنها سنة، وفي ذلك يقول ابن عمر رضي الله عنهما: «إن الله لم يَفرض السُّجود إلا أن نشاء».