مرحبًا بك يا عزيزتي..
أحييك لمعرفتك بنفسك وما تعانين منه.
دورات التربية الإيجابية لا تعالج عصبية الأمهات، وحل العصبية لدى معالجة نفسية أولًا ثم تعلم أسس التربية للأطفال!
نعم يا عزيزتي، فمشكلة أغلب الأمهات ليست في جهلهن بطرق التربية للأطفال، إنما جهلهن بأنفسهن، وتربية أنفسهن نفسيًا قبل تربية أي طفل.
هذه معاناة مجتمعات بأسرها وليس نساءها فحسب، فالأسرة مهمتها التربية النفسية، ثم تنتقل المهمة لكل شخص على حدة بعد رشده تجاه نفسه، وهذا لا يحدث في الأغلب ولا ذاك، فلا الأسرة تربي هكذا تربية ولا الأشخاص، ثم نتورط فجأة بأن نجد أنفسنا آباء وأمهات نحتاج نحن أولًا إلى تربية أنفسنا نفسيًا، وتخليصها من مشوهات وآثار التربية الخاطئة، لذا تفشل الكثيرات في التربية على الرغم من خوضهن تجربة دورات التربية الايجابية.
ما الحل إذًا؟
اهرعي إلى نفسك أولًا وتعهديها بالاقتراب منها، ومعرفتها، وحبها، وقبولها بشكل غير مشروط، ومن ثم التعرف على مشاعرك وملامستها، ومعرفة أسباب شدة الغضب الذي عبرت عنه بالعصبية، وتعلم طرق ادارة المشاعر، والسيطرة عليها، ومنها مشاعر الغضب بالطبع.
هناك يا عزيزتي ما يسمى بالتغذية السالبة للإنفعال، بمعنى أن تحاولي رؤية نفسك أثناء الشعور بوضع مرآة أمامك أو تصوير نفسك وملامح وجهك ولغة جسدك وأنت غاضبة بشدة وتصرخين، أو التمثيل بالضبط لحالتك عندما تكونين عصبية على أطفالك أمام المرآة!
نعم سيساعدك هذا التمرين على ضبط مشاعرك، واليقظة، لبشاعة ما ستشاهدين نفسك عليه وقت شدة الغضب والعصبية، كما يمكنك الاستعانة بتمارين التأمل والاسترخاء وهي متوافرة عبر اليوتيوب.
وأخيرًا إن عجزت عن فعل هذا بمفردك فيمكنك التواصل وطلب المساعدة النفسية المتخصصة من معالجة نفسية، ماهرة، وثقة.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.