مرحبًا بك يا عزيزتي..
قلبي معك، وأحييك لقيامك بهذا الدور النبيل مع أختك بعد وفاة والديك.
أقدر مشاعرك وأتفهم ما تمرين به يا عزيزتي، فالزواج والانجاب حقك، والاستقلال بحياتك هو حقك أيضًا.
ونحن في هذ الدنيا جميعًا نكون بصدد أشياء نستطيع تغييرها فندعو الله أن يرزقنا الشجاعة لتغييرها، وأخرى لا نستطيع تغييرها فندعو الله أن يهبنا القبول لنتعايش مع وجودها، وفي النهاية ندعوه أن يرزقنا الحكمة حتى نتمكن من التفريق بينهما.
وضعك بلا مع أختك رسالي ونبيل بامتياز، ومن حقك طلب مساعدة اخوتك في رعايتها، فافعلي هذا بهدوء وحب وذكاء.
أما زواجك، فأنت ابنة الحاضر، لا الماضي ولا المستقبل، فما حدث قد حدث لا تبكي على عمر فات ولا فرص للزواج، انظري بين يديك فيما منحك الله من رزق وفقط.
لا أدري، لم لم تفكري في عطاء الله بهذا الرجل الذي يريدك زوجة ثانية على أنه المناسب والأفضل لك؟
لم طريقة تفكيرك "كمالية" و"مثالية"، إما زوجًا خالصًا لك أو لا؟!
أليس من العقل والحكمة يا عزيزتي أن تفكري في أمرك بواقعية أكثر؟!
صدقًا لا أقلل من قدرك، ولكن لم طلب كل شيء أو لاشيء؟!
لن تستفيدي شيئًا من طريقة التفكير هذه سوى تكريس مشاعر الذات الضحية لديك، بكل ما تحمله من شعور بالدونية والذنب ومشاعر أخرى معطلة وغير جيدة في آثارها النفسية والجسدية عليك.
ماذا يضيرك لو فكرت بطريقة أكثر مرونة وواقعية؟!
لعل الزواج من هذا الرجل سيتيح لك الحسنيين، رعاية أختك، والتنعم بحياة زوجية هي حقك وتنقصك، فلم لا؟
أرجو أن تغيري طريقة تفكيرك كما أشرت عليك يا عزيزتي، ولا تنظري لرسالتك مع أختك باستهانة أو ثقل، فقط نظمي مع اخوتك الأمر فيقومون بترتيب أوقاتهم لرعايتاها في الأيام التي تكونين فيها مع زوجك، وتحظين أنت بصحبتها، وثواب رعايتها وأجره في بقية الأيام التي لا يكون فيها زوجك معك.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.