مرحبًا بك يا عزيزي..
قلبي معك.
أقدر مشاعرك وما عشته من تجربة مؤلمة في فقد الوالد، وأتفهم جيدًا ما قلته.
وأتفهم جيدًا مرحلة المراهقة، التي تعيشها حاليًا، وما يكتنفها من اضطرابات وتقلبات ستزول بانتهاء المرحلة، وكل ما هو مطلوب منك هو تفهم مرحلتك ومعرفتها جيدًا، لتعرف نفسك أولًا، ومرحلتك ثانيًا وتأثيرها على طريقة تفكيرك، واستسقبالك للأحداث من حولك، وعلاقاتك بالآخرين.
لم تحكي تفاصيل عن علاقتك بأخيك، وعلاقته ببقية اخوتك، وما هو مؤهله، وهل هو متزوج أم لا، وهل هو يعاني من ضغوط اقتصادية، اجتماعية، إلخ ما أم أنه هذه هي سمات شخصيته، يميل للعنف والغضب والعصبية ويفتقد للحنان، والحكمة.
كل هذه تفاصيل مهمة يا عزيزي بما أن أخيك غير موجود لمناقشته والتعرف عليه مباشرة.
ولأنه في العلاقات تتوزع المسئوليات، ولأننا قادرين على تغيير ما بأنفسنا فقط لا الآخرين، سيكون عليك يا عزيزي واجب ملاحظة سلوكك مع أخيك، لتجنب ما يثير أعصابه لحماية نفسك منه وليس هذا موافقة على أنه عصبي أو غضوب ويتصرف بهوجائية وعدم مسئولية واحترام لك.
تعامل برفق وأدب معه ما استطعت حتى لا تستعديه عليك، وعرفانًا لقيامه بدور عظيم كبديل للوالد في الرعاية المادية، حتى يمكنك الاستقلال المادي والمعنوي تمامًا، لابد يا عزيزي أن تهادن أخيك حتى تنتهي مرحلة اعتمادك عليه ماديًًا والخروج من عنق الزجاجة.
ربما عندما تفعل تكتشف أن أخيك هذا مسكين ومضغوط، ولديه احتياجات مادية ونفسية غير ملباة بشكل أو بآخر، ومن ثم يتغير تجاهك وتحدث مفاجأة مدهشة في العلاقة وتصبحا أصدقاء!
كل شيء وارد وكل الاحتمالات قائمة، هكذا الحياة، والعلاقات يا عزيزي.
ربما تكون أنت أذكى وأكثر حكمة على الرغم من صغر سنك، وتنجح فيما فشل فيه من مصاحبتك، فيتبدل جفاؤه حنية!
جرّب يا عزيزي، فالحياة تجارب، وتعلم من الأخطاء، وفتش عن مفتاح شخصية أخيك، فهذه من معينات انجاح العلاقة وتحسينها، كل هذه التجارب ستساعدك على انضاج شخصيتك وحسن التصرف مع أخيك وغيره، وهذا مطلوب بشكل عام لتحيا بشكل جيد، وسوي.
لا تهرب ن المشكلة بالهرب من البيت يا عزيزتي فتكون كمن نجى من الحفرة فسقط في الدحديرة كما يقولون.
واجه المشكلة لتنهيها لصالحك، وأصلح نفسك، وعلاقاتك بأخيك كما شرحت لك، واحرص على مكاسب وجودك في بيت مستقر، ومأوى يحميك، حتى يمكنك الاستقلال بنفسك ماديًا وهذه خطوة قادمة شئت أم أبيت، فلا تستعجل حدوثها في غير أوانها.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.