أثناء عملها في مشروع بحثي كبير كجزء من شهادتها الجامعية من جامعة روتجرز، قررت سيرا سانوه تحليل الدراسات التي تمت مراجعتها من قبل الأقران حول النظام الغذائي وآلام الدورة الشهرية، بسبب معاناتها الخاصة مع هذه المشكلة.

ماذا وجدت؟ 

ذكرت سانوه، في دراستها الجديدة أن بحثها أظهر أن الأطعمة الغنية بأحماض أوميجا 6 الدهنية تعزز الالتهاب، وهو السبب الرئيسي في آلام الدورة الشهرية، في حين أن اتباع نظام غذائي غني بالأطعمة التي تحتوي على أحماض أوميجا 3 الدهنية يقلل من الالتهاب.

يحدث ألم الدورة الشهرية، المعروف أيضًا باسم عسر الطمث، عندما تنقبض عضلات الرحم. البروستاجلاندين، وهي مواد كيميائية تدخل في الاستجابات الالتهابية، مما يجعل الأمور أسوأ.

قالت سانوه، الطالبة بكلية الطب بجامعة تمبل الأمريكية: "أود فقط أن أقترح أن تقوم الشابات بإلقاء نظرة على أسلوب حياتهن والنظام الغذائي الذي يتبعنه، والسلوكيات الغذائية، ومعرفة ما إذا كانت هناك أي تغييرات يمكن أن تساعد في تخفيف الألم الذي يعانين منه".

وفي حين أن 90 في المائة من المراهقات يبلغن عن آلام الدورة الشهرية، فإن الكثير منهن لا يسعين للعلاج. ووفقًا للدراسة، يعد هذا سببًا رئيسيًا لتغيب الفتيات عن الدراسة.

اظهار أخبار متعلقة

الأطعمة المسؤولة عن الألم 

الأطعمة التي حددها بحث سانوه، على أنها مشكلة شائعة أيضًا، من بينها اللحوم الحمراء والسكر والملح ومنتجات الألبان والقهوة والزيوت.

وقالت سانوه، وفقًا لوكالة "يو بي آي": "النظام الغذائي الأمريكي غني جدًا بأحماض أوميجا 6 الدهنية". وأظهر البحث أن الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا نباتيًا لديهم أدنى معدلات الالتهاب.

أضافت سانوه: "النظام الغذائي له تأثير على الصحة، وأشعر أن هذا غالبًا ما يتم تجاهله. في بعض الأحيان، قد يرغب الناس فقط في معرفة ما إذا كان هناك دواء يمكنهم تناوله. وهذا جيد، ولكن إذا كانت هناك طريقة لإيقاف خطوة البداية بشكل شامل في هذه السلسلة المؤلمة، أشعر أنه سيكون من الأفضل لبعض الأشخاص تبنيها، وكما أنه سيساعدهم على تحسين صحتهم بشكل عام".

مع ذلك، أكدت أن لا تزال هناك حاجة لمزيد من البحث. وأضافت "أعتقد أن هذا يمكن تطبيقه على جميع الأعمار، لكن هذا سبب آخر يجعلني أرغب في إجراء المزيد من الأبحاث حول هذا الموضوع حتى نتمكن من رؤية الآثار الفعلية لهذه الحميات على المدى الطويل".

وكان من المقرر أن تقدم سانوه النتائج التي توصلت إليها يوم الأربعاء في الاجتماع السنوي لجمعية سن اليأس بأمريكا الشمالية، في أتلانتا. ويعتبر هذا البحث تمهيديًا حتى يتم نشره في مجلة محكمة.

من جهتها، قالت الدكتورة مونيكا كريسماس، مديرة مركز صحة المرأة المتكاملة بجامعة شيكاغو متحدثة عن تأثير البروستاجلاندين: "قد تزيد المستويات المرتفعة من انقباض الأوعية الدموية التي تمد الرحم بالدم. عند تقييد تدفق الدم، يمكن أن يسبب التقلصات".

وأضافت: "هذا هو السبب في أن إيبوبروفين أو ميدول أو أليف - جميع المواد غير الستيرويدية - تعمل لأنك تتناولين شيئًا يمنع إفراز البروستاجلاندين ويقلل من عملية تضيق الأوعية".

وفي حياتها الخاصة، تتبع كريسماس نظامًا غذائيًا نباتيًا في الغالب بسبب الفوائد الصحية، مع بعض الاستثناءات في بعض الأحيان لمنتجات الألبان والسوشي.

بينما تعمل كريسماس غالبًا مع المرضى في سن اليأس، في بعض الأحيان يصلن إلى مكتبها وهن يعانين من أعراض كبيرة، بما فيها زيادة الوزن السريعة وتقلبات المزاج والتهاب المفاصل، لكن الانتقال المبكر إلى نظام غذائي أقل التهابات يمكن أن يساعد.

الأطعمة المسببة للالتهابات

وحذرت كريسماس من أن تناول الأطعمة المسببة للالتهابات يمكن أن يزيد أيضًا من خطر الإصابة بمرض السكري والتهاب المفاصل وأمراض القلب.

وأوصت بتناول أحمية البحر الأبيض المتوسط، المليئة بالفواكه الملونة، والخضروات الورقية، الأرز البني أو الحبوب الكاملة، دقيق الشوفان، والأعشاب الطازجة والتوابل.