مرحبًا بك يا عزيزتي..
قلبي معك..
أقدر مشاعرك، وأنفهم ما تعانين منه جيدًا، وأعرف أن الحياة تحيرنا أحيانًا بخياراتها الصعبة.
لو تسألين عن فارق العمر بين الزوجين عموما، فليس لهذا رأي فصل يمكننا الإعتماد عليه، هناك من يرجح النجاح بالنسبة للفارق العمري بين الزوجين على أن يكون كلا منهما من جيل واحد بما يعني أن لا يزيد الفارق العمري عن 10 أعوام، وأنه كلما كان ذلك لصالح المرأة كان أفضل، ومع ذلك هناك زيجات ناجحة كان فيها الزوج أكبر من ذلك بخمسة عشرة عامًا وصولًا للعشرين وربما أكثر، وزيجات أخرى نجحت وكان الأكبر في السن هو المرأة، وما يهمك هنا عموما لدى النظر للرجل المتقدم لك هو، حالته الصحية وهل يستطيع القيام بواجباته الصحية المتعلقة بهذا الجانب أم لا، وقدرتك أنت على تحمل استحالة تغير طباعه، وتعرفك الحقيقي على طباعه بالفعل، وأنها محتملة من جهتك خاصة ما يتعلق بهذه المرحلة العمرية من عصبية زائدة، مثلًا، ثم من جهتك أنت، لابد لك من ترتيب أولوياتك في الإرتباط الزواجي، فالرجل في هذه المرحلة العمرية غالبًا ما يكون مستقرًا ماديًا، ومن ثم سيحقق لك هذا استقرارًا حياتيًا، ولكن ماذا عن بقية الاحتياجات التي تحتاجها كل النساء والتى تختلف من امرأة لأخرى، ماذا عن إشباع الجسد، وإرواء العاطفة، واحتواء العقل ؟!
إن هذا كله يا عزيزتي لن يستطيع أحد الإجابة عليه غيرك، أنت من تقومين بترتيب أولوياتك في احتياجاتك، فهذه المرحلة العمرية في الرجال ستمنحك استقرارًا ماديًا، خاصة أنك قلت أنه ميسور، وحتى هذه عليك أن تختبريها، فاليسار المادي ليس دليل عدم بخل، فاطمئني إلى أنه ليس بخيلًا، ولكن بالتأكيد بقية الاحتياجات سالفة الذكر ستكون نسبتها في التحقق ضعيفة نسبيًا .
وفي النهاية، علينا أن نعلم أن " النقص " من خصائص الدنيا، وأن اكتمال الحظوظ ليس من طبيعتها أبدًا، ولن يكون، فقط نحن نجتهد لجبرالنقص بالمتاح وفق ما يريحنا قدر الممكن، وأن نتسلح دائمًا بالرضي والصبر، فنرضى بما هو موجود ويريحنا، ونصبر على ما نقص واجتهدنا في جبره ولم ينجبر.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.