ربيع الآخر هو رابع شهور السنة الهجرية وفيه نزل الأمر الإلهي على رسول الله صلى الله عليه وسلم بزيادة صلاة العصر إلى 4 ركعات بدلا من ركعتين ، وقد شهد شهر ربيع الآخر العديد من الأحداث المؤثرة في تاريخ الإسلام.
ذكر المؤرخون أن شهر ربيع الآخر سمي بهذا الاسم في عهد كلاب بن مُرة، الجد الخامس للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وتحديدًا في سنة 412 ميلاديًا.
وقد ذكر الإمام ابن كثير في تفسيره للقرآن نقلًا عن الإمام علم الدين السخاوى في جزء جمعه سماه "المشهور في أسماء الأيام والشهور" أن شهر ربيع الأول وشهر ربيع الآخر قد سُميا بذلك لارتباعهما فيه، و"الارتباع الإقامة في عمارة الربع، ويجمع على أربعاء كنصيب وأنصباء وعلى أربعة كرغيف وأرغفة".
وفي شهر ربيع الآخر وقع العديد من الأحداث المهمة منها أنه بعد السنة الأولى للهجرة النبوية المشرفة إلى المدينة المنورة كانت صلاة العصر تصلى ركعتين في البداية ثم زيدت إليها ركعتان في شهر ربيع الآخر في السنة الأولى بعد الهجرة لتصبح أربعًا، وقد ورد ذلك في عدة أحاديث منها ما رواه الإمامان البخاري ومسلم في صحيحيهما عن السيدة عائشة رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ: "فُرِضَتِ الصَّلَاةُ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ فِي الْحَضَرِ وَالسَّفَرِ، فَأُقِرَّتْ صَلَاةُ السَّفَرِ، وَزِيدَ فِي صَلَاةِ الْحَضَرِ".
وقد شرح ذلك الحديث الإمام ابن رجب الحنبلي في كتابه "فتح الباري في شرح صحيح البخاري" فقال: "تريد عائشة - رضي الله عنها: إن الله تعالى لما فرض على رسوله الصلوات الخمس ليلة الإسراء، ثم نزل إلى الأرض وصلى به جبريل - عليه السلام - عند البيت ، لم تكن صلاته حينئذ إلا ركعتين ركعتين، في الحضر والسفر، ثم أقرت صلاة السفر على تلك الحال، وزيد في صلاة الحضر ركعتين ركعتين، ومرادها: الصلاة الرباعية خاصة".
وفي هذا الشهر كذلك وقع عدد من الأحداث التاريخية ففيه كانت غزوة "بحران" في السنة الثالثة للهجرة وهي منطقة بأرض الحجاز خرج فيها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم على رأس جيش من ثلاثمائة مقاتل ورجع منها في جمادي الأولى دون قتال.
وفي السنة السادسة للهجرة أرسل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أبا عبيدة ابن الجراح على رأس سارية إلى "ذي القصة" على إثر مقتل أصحاب محمد بن أبي سلمة، فوصلوا إلى بني ثعلبة، و هرب بنو ثعلبة فغنم المسلمون نعمًا وشاء، وأسلم رجل منهم.
وفي شهرٍ ربيع الآخر من سنة تسعٍ للهجرةِ الشريفةِ أرسل النبيُّ صلى الله عليه وسلم سيدَنا عليَّ بن أبي طالبٍ كرم اللهُ وجهه في سريةٍ إلى ديارِ طَيّئ، وأمرهُ أن يهدم صنمَهم الفَلْس، فسار إليهم وكسرَ الصنم.
- وفيه وقعت غزوة بُحْران ، قادها الرسول – صلى الله عليه وسلم – بثلاثمائة من أصابه الميامين في شهر ربيع الآخر سنة 3هـ إلى أرض يقال لها: بحران، وهي مَعْدِن بالحجاز من ناحية الفُرْع، فأقام بها شهر ربيع الآخر، ثم جمادى الأولى من السنة الثالثة من الهجرة، ثم رجع إلى المدينة، ولم يلق حرباً.
– سرية زيد بن حارثة إلى الجَمُوم: "في ربيع الآخر سنة 6هـ، والجموم ماء لبني سليم في مَرِّ الظَّهْرَان، خرج إليهم زيد فأصاب امرأة من مُزَيْنَة يقال لها: حليمة، فدلتهم على محلة من بني سليم أصابوا فيها نعماً وشاء وأسرى، فلما قفل زيد بما أصاب وهب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – للمزينية نفسَها وزوجها.
- وفي ربيع الآخر من العام التاسع الهجري، كانت غزوة طيء.
- وفي سنة11هـ - قام أبو بكر الصديق بعقد أول لواء لفتح بلاد الشام لخالد بن سعيد، بعد انتهاء حروب الردة ونجاح المسلمين في القضاء على فتنتها.
- وفيه من سنة 15 للهجرة فتح المسلمون بقيادة أبي عبيدة بن الجراح مدينة حمص بالشام.
- وفيه عام 16هـ تم فَتْح القدس.
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورهااقرأ أيضا:
الحسن بن علي هكذا تصرف سبط النبي عندما قطع معاوية عطاءه .. أعظم صور اليقين بالله .. تعرف علي القصة