اضطررت للسفر للعمل في الخارج نظرًا لإغلاق الشركة التي كنت أعمل فيها في بلدي وانتقال مقرها إلى الخارج، وبذا أكون أبًا مغتربًا من أجل لقمة العيش، ومشكلتي هي غيابي عن طفلي، فقد تركته وعمره عام، ولم أره خلال 3 أعوام منذ غادرت سوى 3 مرات هي التي أقضي فيها الإجازة الصيفية معه وزوجتي.
طفلي يبكي كثيرًا عندما يحين وقت المغادرة والسفر، وعلى الرغم من تواصلي معه عبر الفديو أثناء غربتي إلا أنه يشعرني أنه نسيني عندما أعود في الإجازة.
خائف على طفلي وحائر في الوقت نفسه بسبب عملي.
بم تنصحونني؟
الرد:
مرحبًا بك يا عزيزي..
قلبي معك وهو مع طفلك بنسبة 99% !
نعم..
فالطفل يا عزيزي يتأثر سلبيًا بشكل بالغ الخطورة بوجود الب وغيابه في الوقت نفسه!!
فقد أثبتت الأبحاث أن الأطفال يتعاملون بشكل جيد مع غياب الأب بسبب الموت، نظرًا لكون الأمر قدريًا، ويتجاوزون مشكلة الغياب بشكل أكثر سلاسة، وأقل ضررًا، بينما لا يتم هذا على الإطلاق إذا كان الأب على قيد الحياة لكنه غائب لأي سبب.
لا يدرك الطفل معنىً جيدًا لغياب والده عنه بسبب العمل سوى أنه طفل غير جيد لذا والده منشغل عنه وغير مهتم به، أو أن هذا العالم قاسي وضاغط بحيث أنه يختطف والده منه ومن ثم يتكرس لديه القلق والخوف من هذا العالم الخارجي.
الغياب يا عزيزي يطعن ثقة طفلك في نفسه والحياة في مقتل، ويشوه شخصيته التي تتكون خلال الأعوام الخمسة الأولى.
لذا لا تستهن بالأمر وحاول توفيق أوضاعك بأقصى سرعة ممكنة، إما أن تجلب زوجتك وطفلك فتستقروا معًا في الخارج أو تعود إليهم وتقيم معهم، وتوفق وضع عملك بشكل مختلف عما هو عليه الآن.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اظهار أخبار متعلقة
اظهار أخبار متعلقة