تربيت في أسرة ممنوع منعًا باتًا فيها أن نأتي ثانيًا، فقط لابد أن نكون أنا وأخي من الأوائل والمتفوقين والناجحين في كل شئ نقوم به، لننال الحب والتقدير من بابا وماما، حتى الرياضة، كل أمور حياتنا تقريبًا، وهذا الأمر بالتدريج أصبح هوسًا بالمثالية وتحقيق أقصى نجاح ممكن نصل له لننال حب وتقدير كل الناس، ليس فقط على مستوى الأسرة، وطبعًا مع التقدم بالعمر وتزايد المسؤوليات، الأمر أصبح ليس بالسهل وبالتالي أصبحت أعاني عند الفشل لأنني لم أعتد عليه، وكذلك لرغبتي في المثالية المعتادة، فدخلت في اكتئاب شديد؟.
(س. و)
يجيب الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي:
سعى الإنسان ليكون مثاليًا بلا وعي، يجعله فريسة سهلة للإحباط، بما يؤدي في النهاية إلى حدوث شلل في أدواره الإجتماعية، وأداؤه المهني، واصابته بالاكتئاب.
لذا يجب أن يعي الإنسان جيدًا هدفه من الحياة وكيفية تحقيقه، ويتجنب المثالية السلبية، والتي قد توقعه في براثن الإدمان وتعاطي المخدرات، فالبعض قد يلجأ لأذية النفس إذا لم يحقق هدفه وفق المثالية التي رسمها بعقله.
التربية وفق معايير حازمة وصارمة بشكل مفرط من أبرز أسباب إصابة الإنسان بهوس المثالية، بما يجعل المصاب يسعى دائمًا للحصول على عبارات الإشادة من الآخرين حتى يشعر بقيمته.
لذا يُنصح بالعلاج السلوكي والإداركي من خلال التواصل مع متخصص، ومن ثم التدريب على وضع معايير موضوعية لتحقيق الأهداف بسهولة، مع وضع جدول زمني، والتدريب أيضًا على تقبل الاحتمالات السيئة التي قد يتم التعرض إليها.