تبين د. مروة عبد الحميد استشاري العلاقات الاسرية والتربوية ان الوحدة حالة شعورية تمر على الإنسان دوماً في زيارة قصيرة أو طويلة. ويعتمد طول تلك الزيارة غير المرغوب فيها على الشخص ذاته وطريقة استقباله لهذا الحالة.
وتوضح : تبدأ المشاعر تتحرك في وجداننا بعد أن تستقر في عقولنا مجموعة من الأفكار والقناعات المختلفة، وهذا يعني أن المشاعر ما هي إلا نتيجة أفكارنا والطريقة التي نري بها الدنيا ونفسر بها الأحداث.
وتضيف : هذه الحقيقة المغفول عنها تعتبر بريق أمل لأي مكروب لأنها تعني أننا باستطاعتنا تغيير ما نشعر به إذا عدّلنا طريقة تفكيرنا وحسّنّا من أفكارنا ومعتقداتنا.
وتستطرد إذا كانت الأخت السائلة تري أن كونها أرملة لابد من أن يأتي بشعور الوحدة، فهي لن تشعر إلا بالوحدة. أما إن حاولت أن تغير نظرتها لوضعها الحالي وأن تتفكر في أحسن طريقة لاستغلاله، لغمرتها مجموعة مختلفة من المشاعر والأحاسيس.
أوصيكِ يا أختي أن تلتزمي بهذا الدعاء:
"اللَّهُمَّ ارزُقني حُبَّكَ، وحُبَّ مَنْ يَنْفَعُني حُبُّهُ عندَك، اللَّهُمَّ مَا رَزَقْتَني مِمَّا أُحِبُّ فَاجْعَلْهُ قُوَّةً لِي فِيمَا تُحِبُّ، اللَّهُمَ مَا زَوَيْتَ عَنِّي مِمَّا أُحِبُّ فَاجْعَلْهُ فَرَاغاً لِي فِيمَا تُحِبُّ"
ولكي تتجنبي الفتن، ما ظهر منها وما بطن، عليكِ أولا أن تستعيني بالله وتدعيه ليعينك ويقويك على ما كلّفك به. ثانياً عليك بالصبر والرضا عن قضاء الله تمام الرضا. كما عليك أن تجدي طرقاً متعددة لسد الفراغ النفسي والذهني وهناك طرق مختلفة يمكن استطلاعها كالانغماس في أعمال الخير والعمل التطوعي وكفالة الأيام وغيرها من الأعمال الصالحة التي تعود بالنفع على الفرد والمجتمع. وأخيراً، أنصحك يا أختاه بألا تتركي ذكر الله ما حييتِ بالإضافة إلى الصلاة علي النبي (ص) ففيها النجاة والحماية ويمن بها الله سبحانه وتعالي عليك بحياة طيبة في الدنيا والآخرة. فكما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : الذكر للقلب كالماء للسمك فكيف يكون حال السمك إذا فارق الماء .