دراسة: الإجهاد المزمن يسرع انتشار سرطان القولون بشكل كبير

بقلم | فريق التحرير | الاثنين 14 اكتوبر 2024 - 11:59 ص

حذرت دراسة جديدة من أن الإجهاد المزمن يسرع انتشار سرطان القولون والمستقيم بشكل كبير من خلال تعطيل ميكروبات الأمعاءـ التوازن الدقيق بين البكتيريا الجيدة والسيئة.

وعرضت الدراسة، التي أجراها بالثون من الصين، في أسبوع UEG 2024، وهو مؤتمر سنوي لأمراض الجهاز الهضمي في فيينا.

تقويض البكتيريا المعوية المفيدة

وأظهر الباحثون أن الإجهاد المزمن لا يؤدي فقط إلى تغذية نمو الورم، بل يعمل أيضًا على تقويض البكتيريا المعوية المفيدة، وخاصة جنس اللاكتوباسيلس، والتي تعتبر حيوية لتكوين استجابة مناعية صحية ضد السرطان.

ولإجراء التجربة، حقن الباحثون مجموعتين من الفئران ـ مجموعة تعاني من الإجهاد المزمن ومجموعة أخرى لا تعاني من الإجهاد ـ بخليط من المضادات الحيوية لتطهير الأمعاء من البكتيريا الصحية.

وذكر الباحثون أن المجموعتين شهدتا ضعفًا في دفاعات الجسم في مكافحة السرطان.

وبعد حوالي 11 أسبوعًا من الحقن، أصيبت جميع الفئران بأورام في أمعائها. وبعد التأكد من وجود الأورام، قام الباحثون بإعدام الفئران باستخدام صبغات كيميائية خاصة لتحليل خصائص هذه الأورام، وفقًا لما قاله الباحث الرئيس في الدراسة، الدكتور تشينج لي، لوكالة يونايتد برس إنترناشونال.

"أما بالنسبة لإحداث حالة من الإجهاد الجسدي أو العاطفي لدى الفئران، فقد استخدمنا ضغوطًا تقييدية مزمنة لمدة ست ساعات كل يوم حتى نهاية التجربة"، بحسب ما قال لي، باحث ما بعد الدكتوراه في قسم سرطان الجهاز الهضمي وأمراض الكبد في مستشفى غرب الصين بجامعة سيتشوان.

وينشأ الإجهاد المزمن الناجم عن التقييد ـ وهو نموذج شائع لدراسة القوارض في البحث العلمي ـ عن محفز ضار يمكن أن ينبع من ظروف المعيشة، مثل الازدحام والإحباط.

وبعد ذلك، بحث فريق البحث بشكل أعمق في كيفية تأثير هذه البكتيريا المفيدة على الخلايا التي تحمي من نمو الورم وانتشار المرض. ولتحقيق هذه الغاية، زرعوا نفس البكتيريا في فئران تعاني من ضغوط مزمنة، فلاحظوا أن تكوين الأورام كان أقل.

وأشار الباحثون إلى أن استخدام البكتيريا المعوية الجيدة إلى جانب الأدوية التقليدية المضادة للأورام لعلاج المرضى، وخاصة أولئك الذين يعانون من الإجهاد المزمن، أمر واعد.

وقال لي: "تسلط هذه الدراسة الضوء على الدور الحاسم للتغيرات في ميكروبات الأمعاء أثناء الإجهاد المزمن في تعزيز تطور سرطان القولون والمستقيم".

تأثير الاضطراب العقلي على مرضى سرطان القولون والمستقيم

وقبل إطلاق هذه الدراسة، راجع الباحثون الأدبيات العلمية لفهم كيفية تأثير الاضطراب العقلي على مرضى سرطان القولون والمستقيم.

وبعد اكتشاف أن الإجهاد المستمر يمكن أن يغير بكتيريا الأمعاء، ما زالوا يتساءلون عما إذا كانت هذه التغييرات يمكن أن تسرع من تفاقم سرطان القولون والمستقيم.

وقال لي: "كان الدافع الأولي لهذه الدراسة نابعًا من ملاحظاتنا المتكررة في العمل السريري بأن الحالة العقلية لمرضى السرطان تؤثر على تشخيص حالتهم. غالبًا ما كانت نتائج المرضى الذين كانوا قلقين بشكل مفرط بشأن حالتهم أسوأ".

وأوضح أنه "عندما يتم تشخيص إصابة الأشخاص بمرض خبيث مثل سرطان القولون والمستقيم، فمن الطبيعي أن يشعروا بمشاعر القلق والانزعاج.

وتابع: "ومع ذلك، فإن هذه المشاعر ليست مفيدة لحالتهم. وتشير نتائجنا إلى أن المرضى يجب أن يحاولوا تعديل عقليتهم قدر الإمكان لتجنب تفاقم مرضهم".

وفي إطار جهودهم العلمية، يعتزم الباحثون جمع عينات من البراز والأورام من مرضى سرطان القولون والمستقيم. كما يخططون لتحليل التغيرات في ميكروبات الأمعاء بين الأشخاص الذين يعانون من الإجهاد المزمن ومن لا يعانون منه.