أثارت دراسة حديثة مخاوف بشأن السكرالوز - وهو مُحلي صناعي مشتق من السكروز، إذ أنه قد يؤثر سلبًا على خصوبة الذكور.
ويتميز السكرالوز بحلاوة عالية جدًا (حوالي 600 مرة أكثر من سكر المائدة) مع عدم احتوائه على سعرات حرارية.
وأظهرت النتائج التي نشرتها مجلة " آفاق الصحة البيئية"، أن جرعات السكرالوز التي حصل عليها فئران ذكور على مدى شهرين، أدت إلى انخفاض قابلية الحيوانات المنوية للبقاء على قيد الحياة، وتلف أنسجة الخصية واضطرابات هرمونية.
واستكشفت دراسات سابقة الروابط بين المحليات الصناعية والصحة الإنجابية، على الرغم من أن النتائج كانت مختلطة وغير حاسمة في كثير من الأحيان.
وعلى الرغم من أن استنتاجات الدراسة الجديدة جديرة بالملاحظة، إلا أنها كانت لها بعض القيود. إذ تم إجراء البحث على الفئران، لذلك قد لا تنطبق النتائج بشكل مباشر على البشر.
بالإضافة إلى ذلك، لاحظ الباحثون أن كمية السكرالوز التي تستهلكها الفئران ربما تتجاوز تلك التي يستهلكها الإنسان، وفق صحيفة "نيويورك بوست".
وأصبح العقم مشكلة صحية عالمية متزايدة - حيث يقدر أن ما بين 12 في المائة إلى 15 في المائة من الأزواج في الولايات المتحدة يكافحون من أجل الحمل.
وتشير بعض الدراسات إلى أن الرجال مسؤولون عن ما يصل إلى نصف حالات العقم.
وتشير بعض الأبحاث إلى أن أعداد الحيوانات المنوية في الدول الغربية انخفضت بنسبة تزيد عن 50 بالمائة منذ سبعينيات القرن العشرين.
وقال الدكتور دان نايوت، أخصائي الغدد الصماء التناسلية ومتخصص العقم والمستشار الطبي الرئيس في شركة الاختبارات والمكملات الغذائية "بيرد آند بي"، إن الإحصائية من غير المرجح أن تكون مرتفعة، لكنها لا تزال تمثل مشكلة.
وأضاف: "تشير الأبحاث إلى انخفاض حقيقي في مستويات هرمون التستوستيرون على مدى العقود القليلة الماضية - ربما أقرب إلى 20-25 في المائة، وليس 50 في المائة - ولكن هذه لا تزال قضية مهمة ولا ينبغي استبعادها".
ووفقًا له، "يلعب هرمون التستوستيرون دورًا مهمًا في إنتاج الحيوانات المنوية، لذا فإن انخفاض مستوياته قد يؤدي إلى انخفاض جودة الحيوانات المنوية وضعف الخصوبة".
وعلى الرغم من أن أسباب هذا الانخفاض ليست واضحة تمامًا، فإن الخبراء يشيرون بأصابع الاتهام إلى بعض العوامل ذاتها التي تساهم في وباء السمنة .
وقال نايوت إن "إنتاج الحيوانات المنوية هو عملية مستمرة، حيث تتطور الحيوانات المنوية الناضجة على مدى شهرين إلى ثلاثة أشهر تقريبًا".
وهذه العملية حساسة للغاية لعوامل نمط الحياة. تُظهر الأبحاث باستمرار أن التدخين والإفراط في تناول الكحول والسمنة - على سبيل المثال لا الحصر - تُضعف جودة الحيوانات المنوية.
وغالبًا ما تُعتبر صحة الحيوانات المنوية مؤشرًا على الصحة العامة، مما يُؤكد أهمية إعطاء الأولوية للصحة البدنية.
ويوصي الطبيب "بتبني عادات صحية - مثل تحسين النوم، وزيادة النشاط البدني، والإقلاع عن التدخين، والحفاظ على نظام غذائي متوازن.
ويوصي أيضًا تناول بعض المكملات الغذائية - مثل الإنزيم المساعد كيو 10، والزنك، وفيتامين إي، ومكمل إل - كارنيتين، وحمض الفوليك، والسيلينيوم، وأوميجا 3 – لتحسين جودة الحيوانات المنوية.