يعتقد كثير من الناس أن البيض يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب من خلال رفع مستويات الكوليسترول لدى الأشخاص.

لكن دراسة جديدة أظهرت أن الأشخاص الذين تناولوا بيضتين يوميًا شهدوا انخفاضًا في مستويات الكوليسترول السيئ، طالما ظل باقي نظامهم الغذائي منخفضاً في الدهون المشبعة، حسبما أفاد باحثون في عدد شهر يوليو من المجلة الأمريكية للتغذية السريرية.

وأظهرت النتائج أن كمية الدهون المشبعة في النظام الغذائي للشخص تميل إلى زيادة مستويات الكوليسترول الضار، وليس الكوليسترول الموجود في البيض.

وقال الباحث البارز جون باكلي، الأستاذ في جامعة جنوب أستراليا، في بيان صحفي: "يمكننا القول إننا قدمنا أدلة دامغة دفاعًا عن البيضة المتواضعة".

وأضاف أن البيض غذاء فريد من نوعه، إذ يحتوي على نسبة عالية من الكوليسترول ولكن نسبة منخفضة من الدهون المشبعة، بحسب وكالة "يو بي آي".

مع ذلك، فإن مستوى الكوليسترول لديهم هو الذي دفع الناس في كثير من الأحيان إلى التساؤل عن مكانتهم في النظام الغذائي الصحي، كما قال باكلي.

وفي الدراسة، جند الباحثون 61 بالغًا تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عامًا، مع متوسط مستوى الكوليسترول الضار عند 105.

وتعتبر مستويات الكوليسترول الضار التي تزيد عن 100 "معرضة لخطر" الإصابة بأمراض القلب، و160 وما فوق "خطيرة"، وفقًا لـعيادة كليفلاند.

يساهم هذا النوع من الكوليسترول في تكوين لويحات قد تسد الشرايين وتسبب الأزمات القلبية أو السكتات الدماغية.

وتناوب المشاركون على تناول ثلاثة أنواع مختلفة من الأنظمة الغذائية لمدة خمسة أسابيع لكل منها:

• اتباع نظام غذائي غني بالكوليسترول ومنخفض الدهون المشبعة مع تناول بيضتين يوميًا.

• اتباع نظام غذائي منخفض الكوليسترول وعالي الدهون المشبعة، وبدون بيض.

• نظام غذائي غني بالكوليسترول والدهون المشبعة ويتضمن بيضة واحدة في الأسبوع.

واقال الباحثون في تقريرهم: "حتى الآن، لم تقم أي دراسات بمقارنة مباشرة بين تأثيرات النظام الغذائي الغني بالكوليسترول والدهون المشبعة، كما هو شائع في الأنظمة الغذائية الغربية، مع النظام الغذائي الغني بالكوليسترول والدهون المشبعة المنخفضة أو النظام الغذائي الغني بالكوليسترول والدهون المشبعة المنخفضة".

وفي نهاية الدراسة، كان 48 شخصًا قد أكملوا جميع الأنظمة الغذائية الثلاثة. أُخذت عينات دم بعد كل دورة، لمعرفة تأثير الأنظمة الغذائية المختلفة على مستوى الكوليسترول الضار لديهم.

أظهرت النتائج أن مستوى الكوليسترول الضار انخفض لدى المشاركين عند اتباع نظام البيضتين الغذائي، مقارنةً بالنمطين الغذائيين الآخرين. وانتهى بهم الأمر بمتوسط مستويات كوليسترول ضار أقل بقليل من 104، مقارنةً بـ 108 و109 للنظامين الغذائيين الآخرين.

قال باكلي: "في هذه الدراسة، قمنا بفصل تأثيرات الكوليسترول والدهون المشبعة، ووجدنا أن الكوليسترول الغذائي المرتفع من البيض، عندما يتم تناوله كجزء من نظام غذائي منخفض الدهون المشبعة، لا يرفع مستويات الكوليسترول السيئ".

وأضاف أن "الدهون المشبعة هي السبب الحقيقي وراء ارتفاع مستوى الكوليسترول".

وعلى وجه التحديد، فإن كل زيادة قدرها 1 جرام في الدهون المشبعة كانت مرتبطة بزيادة قدرها 0.35 نقطة في الكوليسترول الضار، بحسب الدراسة.

لكن لم يتم العثور على علاقة مهمة بين تناول الكوليسترول ومستويات الكوليسترول الضار لدى الشخص، كما تظهر النتائج.

واختتم باكلي قائلاً: "لقد تم منذ فترة طويلة تقويض صحة البيض بشكل غير عادل من خلال النصائح الغذائية القديمة".