قدّم الدكتور عمرو خالد، "روشتة إيمانية" تساعد على تصفّية العقل والروح من تشويشات الحياة؛ أسماها "حياة الذاكرين" وهي طريقة عملية لتصفية الذهن والروح من التشويش؛ وهي عملية مزدوجة بين شيئيين؛ عقل يصفى، فيركّز ويبدع أكثر، ونفس تصفى؛ فتهدأ، وتسكُن، وتستريّح.

وقال خالد في أولى حلقات برنامج "حياة الذاكرين"، إن هناك طُرق مختلفة لتصفية الذهن والروح؛ مثل الجلوس في مكان هادئ؛ أو التأمُّل والتنفُّس بانتظام، أن تستمتع بالجمال والمناظر الطبيعية، أو في معرض من معارض اللوحات الفنّية.

أقوى طريقة لتصفية الذهن والروح

لكنه أوضح أن ذكر الله هو أقوى طريقة لتصفية الذهن والروح، وهو أن تذهب لمن خلق الروح ومد الروح.. مصدر الروح نفسها: "وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي... "، أن تعيش حياة الذاكرين بذكر الله - سبحانه وتعالى -.

وأضاف: "تصفية الذهن والروح هي طريقة عِلمية من الطُرق المهمة التي يركّز عليها حاليًا علم النّفس الإيجابي"، مشيرًا إلى أن مصدر الفكرة الرئيسي هو الدين؛ لأن كل الأديان تكلّمت عن تجربة أن تعيش تجربة روحية مع الله، من خلال الذكر".

ولفت خالد إلى "أنهم بدأوا في الغرب يأخذون هذا من الدين، ويجرّبونه، لأنّهم وجدوا أنفسهم مضطرين إلى شيء يصفّي روحهم". 

وذكر أن "هناك دراسة أجرتها جامعة (بنسلفانيا) اكتشف فيها العلماء شيئًا عجيبًا؛ وهو أن تصفية الذهن والروح تساعد على تخفيف بعض الآلام الجسدية، فبدأ أطباء علم النفس يكتبون بديلاً للأدوية، هي عبارة عن نصائح مثل الذهاب لمكان هادئ لتصفية الذهن والروح".

وشدد خالد على أن "الإنسان على ما يبدو ليس مُصمّمًا لهذا الحجم من التشويش والضغط النفسي؛ إذ لابد أن تعيش تجربة ذكر الله، حتى تهدأ وتسكُن روحك؛ وهي تجربة عملية نتيجتها مضمونة لأنّها مُجرَّبة مرارًا".

اظهار أخبار متعلقة

كيف تعيش بحياة الذاكرين؟

وقال خالد: "أناس كثيرون تغيروا بفضل هذه التجربة، هناك من لم يكن يستطيع النوم؛ فأصبحوا ينامون، وهناك من كان عصبيًا، فأصبح أهدأ من الأول، وهناك من كان يدخّن، وعندما لجأ إلى ذكر الله كبديل للتدخين، أصبح أهدأ، وحياته أفضل، ومن كان لديه شعور ببداية اكتئاب؛ اختفى هذا الشعور لديه مع الذكر، وأصبحت الصلاة أجمل وأهدأ وأحلى مع الذكر". 

وحث الداعية الإسلامي، متابعيه على بدء هذه التجربة حتى تهدأ نفوسهم وتتغيّر حياتهم، واصفًا الذكر بأنه ":مثل الدواء، لابد أن تسير عليه بنظام مُعيّن، وطريقة مُحددة حتى يأتي بنتيجة".

واقترح أن "تخصص كُل يوم، 20 دقيقة ذكر، والذكر هو العبادة الوحيدة التي قال عنها ربنا: "اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا"، معلقًا على وصف "كثيرًا" بالقول: "حتى يشتغل مفعوله؛ لأنك في أول خمس دقائق، لن تكون في كامل تركيزك من كثرة التشويشات التي تمر بها في حياتك؛ لكن بعدها ستحصل تخلية وتنقية للشوائب، لتعبر بعدها إلى مرحلة جديدة اسمها: ملء الروح".

وأوضح أن "الذكر مرحلتان؛ أول عشر دقائق تأمُّل لتصفية العقل والروح، والعشرة الأخرى، ملء الروح بحلاوة القُرب من الله. فهي عبارة عن لحظة في المنتصف، تعبر فيها من مرحلة إزالة التشويش لمرحلة أخرى وهي الاستمتاع بالذكر. فالروح مثل الإناء الذي فيه شوائب؛ بالذكر عملنا له تنقية وتخلية من هذه الشوائب، وعملنا له تحلية بالقُرب من الله".

كيف تغير حياتك في 20 دقيقة؟ إليك الطريقة

وأوضح أن الإنسان بحاجة كُل يوم إلى وِرد مُعيّن من الأذكار لمدة ثلث ساعة.. 700 ذِكر، وهذا الذكر عبارة عن:
• 100 استغفار.
• 100 لا إله إلّا الله.
• 500 الباقيات الصالحات.
- سبحان الله 100.
- الحمد لله 100.
- لا إله إلّا الله 100 مرّة أخرى.
- الله أكبر 100.
- ولا حول ولا قُوّة إلّا بالله 100.

كيف تستمتع بالذكر والفكر بخطوات محددة؟

وأعرب عن ثقته بأن يكون للمداومة على الذكر تأثير ملموس في الحياة، قائلاً: "عندما تواظب على هذا الذكر يوميًا, ستتغيّر حياتك، لكن عليك أولاً أن تتعلم كيف تقوله حتى يكون له تأثير ونتيجة؛ فهو ليس مجرّد كلام تردده؛ إذ لابد من الذكر والفكر معًا.. القلب واللسان والعقل مع بعض.. وربنا جمعهم مع بعض في قوله:- " الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ... ". ( الذكر مع الفِكر ).

وبين أن "الفكر هو التأمل، لكن التأمل ممكن فيه تسرح في اللاشيء؛ إنما الفكر يستخرج فكرة حلوة؛ له تأثير في النّفس..".

وشرح ذلك بالقول: "اللسان يقول: "استغفر الله"؛ فينظر العقل لشريط التقصير في حق الله؛ ينفعل القلب ويترجّاه ويقولّه سامحني.. ويقول اللسان: "الحمد لله"؛ فالعقل يمر أمامه شريط لنِعَم الله؛ ينفعل القلب ويقولّ: "شكّرًا يارب".. ويقول اللسان: "لا إله إلّا الله"؛ فيمر أمام العقل شريط لعظمة خلق الله في الكون وفي نفسك؛ فيتأثر القلب ويقول له: "أحبك يارب".

 وقال إن "هذه هي الطريقة، فلوا واظبت على الوِرد ستتغيّر للأفضل وتتخلص من تشويش الحياة، إذ لابد للعقل أن يرى معنى الكلمة التي تقولها حتى يتأثر القلب، وهو الذكر مع الفِكر".

لكنه شدد على أن "أهم شيء أن تجلس في مكان هادئ بعيدًا عن تشويشات الحياة؛ حتى تركّز وترى صورة جميلة تساعدك على التفكُّر في عظمة الله وفي خلقه. احضر سبحة حتى تساعدك وتشجّعك، وخد النية في أن تبدأ، وأعدك بأنك ستتغيّر".