أخبار

الأطباء يدقون ناقوس الخطر للشباب.. 4 علامات تشير إلى الإصابة بسرطان الأمعاء

النوم في هذه الأوقات يزيد من خطر الإصابة بأزمة قلبية أو سكتة دماغية

قبل ظهور السامري الأول.. لماذا عبد قوم موسى العجل؟

أصحاب الذنوب يخافون من الموعظة ثم يعودون للمعاصي.. ما الحل؟

8فضائل للنهي عن المنكر .. سفينة المجتمع للنجاة ودليل خيرية الأمة الإسلامية ..تكفير للذنوب ومفتاح عداد الحسنات

أنسب وأفضل اختيار.. هكذا تراه بنور البصيرة

النبي يطالب بإسقاط الديون عن أصحابه ويصلح بينهم.. حكايات عجيبة

ضيافة تفوق الخيال.. النبي في بيت أبي أيوب الأنصاري

هل توجد سورة في القرآن لتقوية الذاكرة وعلاج النسيان؟ (الإفتاء تجيب)

استعمال ورق السدر في علاج السحر.. كيف يكون؟

مواقف في بيت النبوة.. لماذا تظاهرت السيدة عائشة بالنوم وخرجت وراء النبي لتراقبه؟

بقلم | superadmin | الاربعاء 19 يونيو 2019 - 01:12 م

احتلَّت السيدة عائشة رضي الله عنها مكانةً كبيرةً في بيت النبي، وكانت الغيرة في بيت النبوة هي عنوان أغلب نساء النبي صلى الله عليه وسلم.


السيدة عائشة نفسها عاشت مع النبي صلى الله عليه وسلم العديد من المواقف التي أغضبته وأغضبتها، إلا أنهما تحاكما لأخلاق النبوة و قدر أمهات المؤمنين، فكانت السعادة هي عنوان هذا البيت الشريف.

غيرة السيدة عائشة: 


الغيرة أمر فطري في كل إنسان، هي في النساء أوضح، لكن لها حالات طبيعيَّة, ومن بين المواقف التي تعاظمت فيها غيرة السيدة عائشة على النبي صلى الله عليه وسلم، حتى تأثر بها الوحي المنزل على النبي وهو جبريل الأمين.


فعن عائشة رضي الله عنها قالت : "لما كانت ليلتي التي كان النبي - صلى الله عليه وسلم - فيها عندي، انقلب فوضع رداءه وخلع نعليه فوضعهما عند رجليه، وبسط طرف إزاره على فراشه فاضطجع، فلم يلبث إلا ريثما ظنّ أن قد رقدت، فأخذ رداءه رويدًا وانتعل رويدًا وفتح الباب فخرج، ثم أجافه رويدًا، فجعلت درعي في رأسي واختمرت وتقنعت إزاري ثم انطلقت على إثره، حتى جاء البقيع فقام فأطال القيام ثم رفع يديه ثلاث مرات، ثم انحرف فانحرفت، فأسرع فأسرعتُ، فهرول فهرولتُ، فأحضر فأحضرتُ، فسبقته فدخلت، فليس إلا أن اضطجعت فدخل، فقال مالك: (يا عائش حشيًا رابية) ؟، قلت: لا شيء، قال: (لتخبريني أو ليخبرنّي اللطيف الخبير)، قلت: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، فأخبرتُهُ فقال: (فأنت السواد الذي رأيت أمامي)؟ قلت: نعم، فلهدني في صدري لهدة أوجعتني، ثم قال: (أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله)؟ قالت: مهما يكتم الناس يعلمه الله؟ قال: (نعم)، قال: (فإن جبريل أتاني حين رأيتِ، فناداني فأخفاه منك، فأجبته فأخفيته منك، ولم يكن يدخل عليك وقد وضعتِ ثيابك، وظننتُ أن قد رقدتِ، فكرهتُ أن أوقظكِ، وخشيت أن تستوحشي، فقال: إن ربّك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم)، قلت: كيف أقول لهم يا رسول الله؟ قال: (قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون)" رواه مسلم.


هذه الغيرة التي أدت في موقف غير مسبوق لضربةٌ قويّةٌ تلقّاها صدر عائشة رضي الله عنها من يد النبي صلى الله عليه وسلم فآلمتها وأوجعتها، ما الذي جعله يقدم على هذا الفعل؟، ولماذا هان الألم على زوجته وأحبّ الناس إليه؟، وكيف استطاعت أم المؤمنين بفطنتها وحنكتها أن تستثمر الموقف وتدير دفّته لينتهي الموقف بتقرير أحكامٍ عظيمة وفوائد جليلة، تعود نفعها على الأمّة إلى قيام الساعة؟.


البداية، تعود حين أرخى الليل سدوله والنبي صلى الله عليه وسلم مستلقٍ على فراشه بجوار عائشة رضي الله عنها، يظنها مستغرقةً في نومها، فانسلّ من بين يديها، ثم انتعل حذاءه وأغلق الباب وراءه وهو حريصٌ على ألاّ يصدر صوتاً يوقظها.


إلا أن السيدة عائشة لم تكن نائمة كما ظن النبي صلى الله عليه وسلم، بل كانت تتصنّع النوم وتتظاهر به، وتبصره من طرف لحافها وهو يخرج من البيت، وحدّثتها نفسها عن سرّ خروجه صلى الله عليه وسلم، في مثل هذه الليلة الليلاء، أحاجةٌ ماسّة؟ أم لقضاء حاجةٍ في نفسه؟.


 وبدافع الغيرة أو الخوف ما إن مسّ هذا الخاطر فكر السيدة عائشة، حتى نهضت فزعةً إلى ردائها، مدفوعةً بحرارة الغيرة لتقفو أثره وتقف على خبره، وظلّت تسير خلفه حتى رأته يدخل البقيع ويقصد قبور أصحابه، ثم يقف بين ساكنيها، ومكث فيها طويلاً يرفع يديه حيناً ويخفضها أخرى.



وترمق السيدة عائشة رضي الله عنها النبي صلى الله عليه وسلم من بعيد وهي غارقة في تأمّلاتها، إذ بالنبي يستدير متّجهًا صوب بيته، فأجْفلت رضي الله عنها وسارعت بالعودة كي لا يراها، لكنها بدأت تلحظ أن خطواته صلى الله عليه وسلم آخذةٌ بالتسارع، حتى تحوّل مشيه إلى عدو سريع، لكنّها رضي الله عنها كانت أسرع منه، فاستطاعت أن تسبقه إلى البيت فتخفّفت من ثيابها واستلقت على فراشها تتظاهر بالنوم، وأنّى لمن كان يركض قبيل لحظات أن يعود إلى فراشه هادئاً منتظم الأنفاس!.


 الأمر الذي جعل النبي صلى الله عليه وسلم يكتشف أمرها بسهولة، وحاصرها بالأسئلة حتى اعترفت أنها كانت تتبعه من بعيد، وهنا لجزها النبي صلى الله عليه وسلم بيده الشريفة في صدرها معاتبًا لها على فعلها، ثم قال : (أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله؟) ، ثم أخبرها بأن جبريل عليه السلام أبلغه بأن يذهب إلى أهل البقيع كي يستغفر لهم، وأنّه خشي أن يوقظها فتشعر بالوحدة والوحشة.


ويُختتم الموقف بمحاولة ذكيّة في إخراج الحوار من قضيّة العتاب إلى قضيّة السؤال والتعلّم، فبادرت بالاستفسار عن السنّة القولية عند زيارة القبور، فكان الجواب : (قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون) ".


فالدرس العمليّ الذي قدّمه النبي –صلى الله عليه وسلم – لأمته في حسن العشرة ومراعاة المشاعر، من خلال خشيته في إيقاظ زوجته وحرصه على الخروج بهدوء، نلحظ ذلك من خلال عددٍ من الألفاظ التي تكرّرت في الحديث، كقولها : ( فلم يلبث إلا ريثما ظنّ أن قد رقدت) و (فأخذ رداءه رويدا وانتعل رويدا) و (أجافه رويدا) ، وبالرغم من هذه الرّقة المتناهية والحنان البالغ، نجده لا يتردّد في معاتبة عائشة رضي الله عنها بالقول والفعل، وليس هناك تناقضٌ بين الموقفين، بل هو تعامل مع كلِّ منهما بما يُناسب، والحكمة أن تضع الشيء في موضعه كما هو معروف، وهذا التأديب في إطاره المقبول، الذي لا يكسر سنّاً، أو ينكأ جرحاً، أو غير ذلك مما جاء تحريمه.


ومن الأمور التي أشار إليها الحديث ضرورة العدل بين الزوجات في الأوقات، فيُعطي الواحدة نصيبها، ولا يذهب في ليلة الأولى إلى غيرها، اللهم إلا أن تكون ثمّة ضرورة أو حاجة تدعو إلى ذلك، فلا بأس من الذهاب إذا أذنت صاحبة الحق، والحاجة تُقدّر بقدرها.



وفي زيارة النبي – صلى الله عليه وسلم - المقابر ليلاً دليل على مشروعيّتها، إذ المقصود الاتعاظ والذكرى، والدعاء للميّت بالمغفرة والرحمة، مع ضرورة التقيّد بالأحكام الشرعيّة الواردة في الزيارة، وتجنّب الممارسات الممنوعة من النياحة ولطم الخدود، أو قول الباطل وفعله.

اقرأ أيضا:

النبي يطالب بإسقاط الديون عن أصحابه ويصلح بينهم.. حكايات عجيبة

أفقه النساء:


لاشك أن السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، هي أفقه نساء العالمين، لأنها تعلمت في بيت النبوة، وفي ذلك يقول الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامى، إن النبى صلى الله عليه وسلم عالج المشكلات الزوجية، وعلى رأسها عدم الإنجاب، الذى قد يكون سببًا فى هدم البيوت، ضاربًا المثل بالسيدة عائشة، التى لم تنجب من النبى، وعاشت بعد وفاته 40 سنة، وتابع: "النبى واجه الأمر بفكرة الأسرة الكافلة الأسرة البديلة، بأن قامت بتربية ابن شقيقتها أسماء عروة، كما قامت بتربية شقيقها الأصغر عبدالله بن أبى بكر، وقد لقبها سيدنا النبى بأم عبدالله، لم ينزعج من تواجدهما معها، فقد كان يقدر مشاعرها، وصار عروة أكبر فقهاء المسلمين".




وأضاف عمرو خالد فى الحلقة الثانية عشر من برنامجه الرمضانى "السيرة حياة"، أن "النبى وجه السيدة عائشة للعلم والتعلم، ليفرغ جزءًا من طاقتها، فصارت أفقه نساء المسلمين، وروت ووحدها عن النبى 2500 حديث، وصارت أمًا للمؤمنين كلهم، تعلمهم دينهم، يقول أبو موسى الأشعري: "كنا إذا استشكل علينا أمر من أمور الإسلام رجعنا للسيدة عائشة فوجدنا عندها منه علمًا"،وتابع: "كما أعطاها النبى مساحات للحضور الاجتماعى، من خلال زيارة النساء والانفتاح المجتمعى.


وأشار الداعية الإسلامى إلى أن ذلك لا ينفى حدوث أزمات، إذ انتشر فى المدينة أن النبى يحب السيدة عائشة، فمن أراد أن يهديه كان يهديه فى يومها، الأمر الذى أثار غيرة الزوجات الأخريات، وتابع:"النبى عالج مشكلة الانشغال عن زوجاته، ومن ذلك أنه "فى يوم عيد كان الأحباش يلعبون فى المسجد بالحراب، فأرادت السيدة عائشة أن تتفرج، تقول: فوضعت خدى على كتف رسول الله، وكلما سألها: أشبعتِ تقول لا.. والله لقد مللت ولكن أردت أن أعرف مكانتى عنده".


وقال: "كان يخرج معها كل أسبوع لمدة نصف ساعة خارج المدينة ويسابقها. كان يطبق قاعدة مداواة قلة الوقت بزيادة جودته، ابحث عما يسعد أهلك وكرره، فلما أعطاها حقها قدرت انشغاله، يقول لها: دعينى أقوم لربى ساعة، تقول له: أحب قربك وأؤثر هواك، تقول: أصلى”.


وأبرز عمرو خالد مثلاً على إنسانية النبى مع زوجته مارية عند وفاة ابنهما إبراهيم، إذ "كانت من فرط حزنها تقول: من يطعمك يا ولدى الآن؟، فيرد عليها أن له مرضعة فى الجنة، تقول: أين أنت يا ولدى الآن؟، فيرد عليها: يرى مكانه فى الجنة، تقول: ما فرشك يا ولدى الآن؟ فيرد: يفرش له من الجنة، تقول: ما أضيق قبرك يا ولدى، فيقول لها: يفتح له بابًا إلى الجنة فيرى قصورها وأنهارها."


وأوضح أن "نساء النبى اشتكين يومًا من قلة من ضيق النفقة، واجتمعن على ذلك، وضغطن عليه مرة واثنين وثلاث، لما رأينه من كثرة المال وزيادة الغنائم، فأثقلن على النبى، جمعهن وقال لهن: أنا وضعى كذا ولا أقدر على كذا، أدار حوارًا هادئًا معهن، إذ أن الشفافية الأسرية هى أحد مفاتيح حلول المشاكل، لكن لا فائدة، فقرر النبى اعتزل نساءه لمدة شهر فى مزرعة بـ "العوالى”، حتى يعلم كل رجل أنه حين يحتدم الخلاف مع زوجتك أن يبتعد عنها حتى تهدأ الأوضاع".


وذكر أن النبى واجه أزمة الشك والغيرة وسوء الظن، مثلما يحدث من بعض النساء مع أزواجهن. تقول السيدة عائشة: "مَّا كَانَتْ لَيْلَتِى، فَأَخَذَ رِدَاءَهُ رُوَيْدًا، وَانْتَعَلَ رُوَيْدًا، وَفَتَحَ الْبَابَ فَخَرَجَ، ثُمَّ أَجَافَهُ رُوَيْدًا، فَجَعَلْتُ دِرْعِى فِى رَأْسِى، وَاخْتَمَرْتُ، ثُمَّ انْطَلَقْتُ عَلَى إِثْرِهِ، حَتَّى جَاءَ الْبَقِيعَ فَقَامَ، فَأَطَالَ الْقِيَامَ". فقال لها: هل ظننت أنى أظلمك بالذهاب فى ليلتك"، قَالَتْ: مَهْمَا يَكْتُمِ النَّاسُ يَعْلَمْهُ اللهُ، فَإِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِى، وَظَنَنْتُ أن قَدْ رَقَدْتِ، فَكَرِهْتُ أن أُوقِظَكِ، وَخَشِيتُ أن تَسْتَوْحِشِى”.


وعلق خالد: "لم يظهر ضجره، أو يبدى تحفزًا تجاه ما فعلته، سألها عما الذى أتى بها خلفه، ناقش مخاوفها، ليؤكد لها أنها غير صحيحة، لكن هناك رجالًا يفرح لذلك، ويعمل على زيادة قلقها".


وأوضح أن النبى وضع قاعدة فى التعامل مع الشك والغيرة ".مِنْ الْغَيْرَةِ مَا يُحِبُّ اللَّهُ، وَمِنْهَا مَا يَكْرَهُ اللَّهُ، فَأَمَّا مَا يُحِبُّ فَالْغَيْرَةُ فِى الرِّيبَةِ، وَأَمَّا مَا يَكْرَهُ فَالْغَيْرَةُ فِى غَيْرِ رِيبَةٍ"، فهناك غيرة يحبها الله ورسوله، وأخرى يكرهها الله ورسوله".


وقال أن "من الأزمات التى باتت سببًا فى تهديد العلاقات الزوجية، حتى إنها أصبحت سببًا من 70 % من حالات الطلاق، هى مشكلة العلاقات الخاصة، لأنه لا أحد يجرأ فى الحديث عنها، ويتحدث عن أمور أخرى". وشدد على أن "القرآن عمل على حل المشكلة من جذورها، دون تهميش ولا تضخيم"، إذ أن "خولة بنت ثعلبة حصل بينها وبين زوجها أوس بن الصامت أزمة، انفعل عليها وقال لها: أنت على كظهر أمى، فتنزل سورة المجادلة "الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ أن أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِى وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ"، أى لا تحرم أيها الزوج امرأة من حقها أبدًا".


وأشار إلى أن "كان لهذه السيدة قصة مع عمر بن الخطاب، قالت له: يا عمر، عهدتك وأنت تسمى عميرًا فى سوق عكاظ ترعى الضأن بعصاك، فلم تذهب الأيام حتى سميت عمر، ثم لم تذهب الأيام حتى سميت أمير المؤمنين، فاتق الله فى الرعية، فقال الجارود: قد أكثرت أيتها المرأة على أمير المؤمنين، فقال عمر: دعها، أما تعرفها، فهذه خولة بنت حكيم، التى سمع الله قولها من فوق سبع سموات، فعمر والله أحق أن يسمع لها".


وذكر أن "ذلك كان سببًا فى تغيير قواعد التجنيد فى الجيش، مراعاة لاحتياجات المرأة من زوجها، سأل ابنته حفصة: يا بنية كم تصبر المرأة عن زوجها، ردت من أربعة أشهر إلى خمسة أشهر، فأمر ألا يغزو واحد أكثر من 4 أشهر".

الكلمات المفتاحية

غيرة السيدة عائشة أمهات المؤمنين مواقف في بيت النبوة

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled مواقف في بيت النبوة.. لماذا تظاهرت السيدة عائشة بالنوم وخرجت وراء النبي لتراقبه؟