المثنى بن حارثة الشيباني ، تابعي جليل توفي عام 14هجرية في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب ورغم لقائه بالنبي الإ انه لم يحصل علي لقب صحابي كونه لم يسلم الا بعد وفاته صلي الله عليه وسلم حيث اعتنق الإسلام في عهد سيدنا أبو بكر الصديق الذي كلفه بالمشاركة في الجيوش التي كانت متوجهة لحرب الفرس تحت قيادة الصحابي خالد بن الوليد حيث عرف عنه بسالته في القتال وشجاعته حيث لعب دورا في غياب شمس الامبراطورية الفارسية
وهناك اختلافات في قصة اسلام التابعي الجليل حيث ذكر أنه أحد الصحابة ذهب الي قومه من قبيلة شبيان في العراق وتلا عليهم قوله تعالي "قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُم" ثم تبع ذلك بقوله تعالي" إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى" فوقف نفر من بني شيبان أمام هذه الآيات مشدوهين وقالوا هذا ليس كلام أهل الأرض وانما دعا القرشي في اشارة للنبي الي مكارم الأخلاق واسلموا جميعا في العام العاشر الهجري.
وقد اختلف المؤرخون في كون المثني صحابيا او تابعيا وقال ابْنُ حِبَّانَ: له صحبة. والصحيح والمشهور أنه تابعي رأى النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يسلم وعندما أسلم ذهب المدينة قاصداً رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن لم يدرك النبي فقد صعدت روحه صلى الله عليه وسلم الطاهرة إلى باريها فلم ينل شرف الصحبة رحمه الله.
قوم المثني حين وفدوا الي المدينة لمقابلة النبي عليه الصلاة والسلام فخاطب سيدهم النبي بالقول قد سمعت مقالتك ، واستحسنت قولك ، وأَعجبني ما تكلمتَ به ، ولكن علينا عهد ، مع كسرى ملك الفرس ، لا نحدث محدثا ، ولعل هذا الأمر "يقصد الإسلام " مما يكرهه الملوك ، مما أخر اسلامه حيث اعتنقوا الدين الحنيف بعد وفاة النبي
سيد بني شيبان واصل حديثه مخاطبا النبي :فإن أردت أن ننصرك ونمنعك مما يلي بلاد العرب فعلنا ، فرد عليه النبي صلّ الله عليه وسلم : "ما أسأتم إذ أفصحتم بالصدق ، إنه لا يقوم بدين الله إلا من حاطه بجميع جوانبه"، ولم يمر وقت طويل حتي أسلموا ومعه المثني .
المثنى بن حارثة تمتع بحزمة من الصفات الجيدة والمهارات اللافتة علي رأسها حسن إدارته الشديدة للمعارك ولهذه الإمكانات غير العادية ولاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه القيادة في أول معركة فاصلة بين المسلمين والفرس ، وكانت تدعى البويب أو "يوم الأعشار" ، وقبل تلك المعركة وقعت هزيمة كبيرة للمسلمين على يد الفرس ، حتى أن أمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ظل شهور لا يتكلم في شأن العراق .
وبعد هذه المعركة دعا أمير المؤمنين عمر الناس للجهاد مجددا فتثاقلوا ، فقرر أن يذهب بنفسه للقتال ، فشجع ذلك الناس وأتى إلى سيدنا عمر قبائل من الأزد ، يطلبون أن يذهبوا للجهاد في الشام لكن أمير المؤمنين طلب منهم الجهاد في العراق فوافقوا .
المثني ابن حارثة كان لا يكف عن ترغيب الناس في الجهاد ، ولما أكتمل الجيش اختاره أمير المؤمنين عمر قائدا للجيش ، تحرك المثنى بالجيش حتى وصلوا لمكان المعركة في العراق ويدعى "البويب" ، وكان الجيشان على ضفتي نهر الفرات ، كان قائد جيش الفرس يدعى مهران الهمداني ، وقد أرسل إلى المثنى رسالة يقول فيها ""إما أن تعبروا إلينا أو نعبرإليكم " ، فرد عليه المثنى "أن اعبروا أنتم" .
المعركة بين االمسلمين والفرس اشتعلت في الرابع عشر من شهر رمضان عام 14هـ ، وقد أمر المثنى الجيش أن يفطر حتى يقوى على القتال ، وقد عين المثنى على كل قبيلة من القبائل المحاربة راية حتى يعرف من أين يخترق الفرس صفوف المسلمين ؟، وأخذ المثنى يشجع المسلمين على الصمود ، وقد كان يشارك الجنود في كل ما يقومون به وهو قائدهم حتى يشجعهم على القتال ، وكان يرفع صوته بالتكبير ليشجع الجنود ، وكان يرفع صوته بالدعاء إلى الله في المعركة .
وحينما اشتدت المواجهة بين الجيشين أختار الصحابي الجليل مجموعة من فرسان المسلمين وهجم بهم على الفرس وقد استشهد أخوه مسعود بن حارثة ، وكان من قادة المسلمين وشجعانهم فقال المثنى : يا معشر المسلمين لا يرعكم أخي ؛ فإن مصارع خياركم هكذا ، فنشط المسلمون للقتال ، حتى هزم الله الفرس .
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورهاالمثنى لم يواجه الفرس في هذه المعركة ومعه جيشه من المسلمين بل شارك معه أنس بن هلال النمري وكان نصرانيًّا ، قاتل حمية للعرب ، وكان صادقًا في قتاله ، وتمكن أحد المسلمين من قتل مهران قائد الفرس ،
مقتل قائد الفرس فت في عضد جنود الفرس ، وولوا هاربين ، فلحقهم المثنى على الجسر ، وقتل منهم أعدادًا ضخمة ، قدرها البعض بمائة ألف ، وقد أطلق على هذه المعركة "يوم الأعشار" لأنه وجد من المسلمين مائة رجل قتل كل منهم عشرة من الفرس .
الفاتح الإسلامي العظيم المثنى بن حارثة :وبعد مشاركة مؤثرة في معارك المسلمين ضد الروم والفرس من الله عليه بنعمة الشهاددة اذا لقي ربه قبيل معركة القادسية متأثرًا بجراح أصابته إثر معركة تدعى "قس الناطف" بين المسلمين والفرس وودع ربه شهيدا وهي نهاية كان يرجوه ويأمله رغم عمره القصير في الاسلام الذي لم يتعدي اربع سنوات