كان حاتم الطائي أكرم العرب ، وكان لا يساويه أحد في ذلك، حتى صار مضرب الأمثال، وقدوة العرب في الكرم، فقالوا : " كرم حاتمي".
ولكن تجلّت عظمة وسماحة النبي صلى الله عليه وسلم كل كبير وعظيم في الجاهلية فهابه الجميع، وقدروه، وعرفوا أنه منتهى الكمال، وهذا ما شهدت به ابنة " حاتم الطائي" – سُفّانة- وهي اللؤلؤة-.
وكان النبي صلى الله بعث أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه في سرية إلى الفلس صنم لطي ليهدمه في شهر ربيع الآخر سنة تسع من الهحرة.
قالوا بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه في خمسين ومائة رجل أو مائتين كما ذكره ابن سعد من الأنصار على مائة بعير وخمسين فرسا، ومعه راية سوداء ولواء أبيض إلى الفلس ليهدمه فأغاروا على أحياء من العرب وشنوا الغارة على محلة آل حاتم مع الفجر.
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورها فهدموا الفلس وخربوه وملأوا أيديهم من السبي والنعم والشاء وكان في السبي
سفانة أخت عدي بن حاتم، وهرب عدي إلى الشام، ووجد في خزانة الفلس ثلاثة أسياف: رسوب والمخدم- كان الحارث بن أبي شمر قلده إياهما- وسيف يقال له اليماني وثلاثة أدرع.
واستعمل عليّ على السبي أبا قتادة واستعمل على الماشية والرقة عبد الله بن عتيك.
فلما نزلوا في موضع بعينه اقتسموا الغنائم وعزلوا للنبي صلى الله عليه وسلم صفيا رسوبا والمخذم ثم صار له بعد السيف الآخر، وعزل الخمس، وعزل آل حاتم فلم يقسمهم حتى قدم بهم المدينة.
ومرّ النبي صلى الله عليه وسلم بأخت عدي بن حاتم، فقامت إليه وكلمته أن يمنّ عليها فمنّ عليها فأسلمت وخرجت إلى أخيها فأشارت عليه بالقدوم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدم عليه.
ولما قدمت ابنة حاتم الطائي على أخيها قالت له : لقد جئتك من عند أكرم الناس، يفعل ما لم يفعله أبوك، فالحق به قبل أن تلحقك حبائله.
فلما أتاه عدي بن حاتم وكان جالسا صلى الله عليه وسلم على وسادة من ليف، قام من فوقها، ودفعها إليه، فعلم عدي بن حاتم أن نفسه ليست نفس ملك بل هو نبي كريم.