كان النبي صلى الله عليه وسلم أحرص الناس على حفظ النفس المؤمنة وأخوفهم على أصحابه من أن يرتكبوا عجلة في سفك دم حرام، وما ورد عنه في ذلك كثير صلى الله عليه وسلم.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد بعث المقداد بن الأسود رضي الله عنه إلى أناس من العرب.
فلما أتوا القوم وجدوهم قد تفرقوا، وبقي رجل له مال كثير لم يبرح، فقال: «أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له»، فأهوى إليه المقداد فقتله.
فقال له رجل من أصحابه: «قتلت رجلا شهد ألا إله إلا الله، لأذكرنّ ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: يا رسول الله إن رجلا شهد أن لا إله إلا الله فقتله المقداد.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «يا مقداد أقتلت رجلا يقول أن لا إله إلا الله فكيف لك بلا إله إلا الله غدا؟»
فأنزل الله عز وجل: "يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنًا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل".
قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمقداد: «كان رجلا مؤمنا يخفي إيمانه مع قوم كفار، فأظهر إيمانه فقتلته، وكذلك كنت تخفي إيمانك بمكة».
وقال سعيد بن جبير: فنزلت هذه الآية: ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا يعني الغنيمة.
وفي تفاصيل القصة أيضا أن ناسا من المسلمين لحقوا رجلا معه غنيمة له فقال: السلام عليكم، فقتلوه وأخذوا غنيمته، فنزلت: "يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا"، إلى قوله: "عرض الحياة الدنيا" قال: تلك الغنيمة.
وعن ابن عباس قال: «مرّ رجل من بني سليم بنفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهو يسوق غنما له، فسلم عليهم، فقالوا: ما سلّم علينا إلا ليتعوذ منا،فعمدوا له فقتلوه، وأتوا بغنمه النبي صلى الله عليه وسلم، فنزلت الآية: يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم ..".
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورها