أخبار

أفضل وقت لتناول وجبة الإفطار.. تساعدك على إنقاص الوزن والعيش لفترة أطول

أعظم وصية نبوية..وسيلة سهلة لدخول الجنة

ما المسجد الأقصى.. ولماذا يدافع المسلمون عنه؟

العدس غذاء ودواء.. لماذا نحرص على تناوله في فصل الشتاء؟

حتى يؤتيك الله من فضله.. عليك بهذه الأمور

بشارات نبوية للأمة المحمدية.. هؤلاء يدخلون الجنة بلا حساب

خزائن الله لاتنفد.. لماذا يعاني البشر من التعاسة رغم التقدم العلمي؟ (الشعراوي يجيب)

10طاعات تؤمن لك الوصول لمعية الله .. ليس كمثلها معية

حيوية الحوار.. كيف تصنع من نفسك خطيبًا مفوهًا ومتحدثًا ممتعًا؟

للعالم والمتعلم.. نصائح ذهبية من الإمام علي

النبي حذر من شهوة السلطة.. فماذا فعل "المقداد بن عمرو" حينما ولاه الإمارة؟

بقلم | أنس محمد | الاربعاء 06 مايو 2020 - 09:42 ص
لا تضاهي شهوة السلطة والإمارة، شهوة أخرى من الشهوات التي تشعر صاحبها بالخيلاء والكبر، فشهوة الإمارة والسلطة هي شهوة مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بحب الظهور، وقد حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : « إنكم ستحرصون على الإمارة ، وستكون ندامة يوم القيامة ، فنعم المرضعة وبئس الفاطمة » .
وفي تفسير قول النبي صلى الله عليه وسلم  « نعم المرضعة » وذلك أولها لأن معها المال والجاه والسلطة ، وقوله : « بئس الفاطمة » أي : آخرها لأن معه القتل والعزل في الدنيا والحسرة والتبعات يوم القيامة .
وبيَّن النبي صلى الله عليه وسلم عواقب السعي وراء السلطة ومراحلها الثلاث في قوله : « إن شئتم أنبأتكم عن الإمارة وما هي : أولها ملامة ، وثانيها ندامة ، وثالثها عذاب يوم القيامة إلا من عدل » .
وقد رفض النبي صلى الله عليه وسلم إسلام من ابتلي بهذا المرض وردَّه ولم يقبله، فقد روي عن الزهري أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بني عامر بن صعصعة فدعاهم إلى الله ، وعرض عليهم نفسه ، فقال له رجل منهم يقال له بحيرة بن فراس : والله لو أني أخذت هذا الفتى من قريش لأكلت به العرب ، ثم قال له : أرأيت إن نحن تابعناك على أمرك ، ثم أظهرك الله على من يخالفك ؛ أيكون لنا الأمر من بعدك؟ قال : « الأمر لله يضعه حيث يشاء ».
قال : فقال له : " أفنهدف نحورنا للعرب دونك فإذا أظهرك الله كان الأمر لغيرنا! لا حاجة لنا بك " .

اقرأ أيضا:

قصة النار التي أخبر النبي بظهورهاوقال النبي صلى الله عليه وسلم لرجلين سألاه الإمارة : « إنا لا نولّي هذا مَنْ سأله ، ولا من حرص عليه » .
وقال أيضا النبي صلى الله عليه وسلم : « ما ذئبان جائعان أُرسلا في غنمٍ بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه ». والذئبان الجائعان هما : الحرص على المال والحرص على الشرف ، وإذا أُرسِلت الذئب في الغنم فماذا تفعل؟! فكذلك يفعل الحرص على المال والحرص على الجاه والشرف في الدين ، إنها تلتهم دين المرء وتفترس إيمانه.
قال ابن رجب : " فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن حرص المرء على المال والشرف إفساد لدينه ليس بأقل من إفساد الذئبين لهذه الغنم ، بل إما أن يكون مساويا وإما أكثر ، يشير أنه لا يسلم من دين المسلم مع حرصه على المال والشرف في الدنيا إلا القليل ، كما أنه لا يسلم من الغنم مع إفساد الذئبين المذكورين فيها إلا القليل ، فهذا المثل العظيم يتضمن غاية التحذير من شر الحرص على المال والشرف في الدنيا " .
شهوة وندامة
وحب السلطة والسعي لها شهوة خفية في النفس، حتى أنها تسيطر على العقل والقلب، وتصيب الإنسان الساعي إليها بلوثة وربما جنون العظمة، فقد تدفع السلطة صاحبها إلى التضحية بكل غالي ونفيس من أجل تحصيل السلطة، للشعور فقط بالعظمة والفخر والكبر على الناس، بل وتؤدي لكراهية الغير وحسده.
يقول الفضيل بن عياض : " ما من أحد أحب الرئاسة إلا حسد وبغى ، وتتبع عيوب الناس ، وكره أن يُذكر أحد بخير " .

ماذا شعر المقداد بن عمرحينما ولاه النبي
المقداد بن عمرو بن ثعلبة، كان من المبادرين الأوائل باعتناق الإسلام، فقد ورد فيه: أنه أسلم قديماً، وذكر ابن مسعود أن أول من أظهر إسلامه سبعة، وعدّ المقداد واحدا منهم. ولكنه كان يكتم إسلامه عن سيده الأسود خوفاً منه على دمه، وخاصة أن الأسود كان أحد طواغيت قريش، وأحد المعاندين لرسول الله.
عرف المقداد بشجاعته يوم بدروهاجر المقداد الهجرتين إلى الحبشة وإلى المدينة، وشهد بدراً والغزوات بعدها، وكان فارساً شجاعاً يوم بدر حتى إنه لم يثبت أنه كان فيها على فرس غيره.
ويروى أنه لما بلغ رسول الله عرق الظبية دون بدر استشار الناس فقال: أشيروا علي أيها الناس! فقام أبو بكر فقال وأحسن، ثم قام عمر فقال مثل ذلك، ثم قام المقداد بن الأسود، فقال: يا رسول الله امض بنا لأمر الله فنحن معك، والله لا نقول لك مثل ما قالت بنو إسرائيل لموسى: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون، والذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك من دونه حتى تنتهي إليه يا رسول الله. فقال له رسول الله: «خيراً» ودعا له بخير.
وكان المقداد من الرماة المذكورين من أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم - ومن الفضلاء النجباء الكبار الخيار من أصحاب النبي، سريع الإجابة إذا دعي إلى الجهاد حتى حينما تقدمت به سنه، وكان يقول في ذلك: أبت علينا سورة «انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالاً»، وكان إلى جانب ذلك رفيع الخلق، عالي الهمة، طويل الأناة، طيباً.
 قال عنه عمرو بن العاص: يقوم مقام ألف رجل. وأحب المقداد الإسلام حباً كبيراً، وسعى إلى الدفاع عنه وحمايته ليس فقط من كيد أعدائه، بل ومن خطأ أصدقائه، فقد خرج يوماً في سريَّة تمكن العدو فيها من حصارهم، فأصدر أمير السرية أمره بألا يرعى أحد دابته، ولكن أحد المسلمين لم يحِط بالأمر خُبْرا فخالفه، فتلقى من الأمير عقوبة أكثر مما يستحق، فمر المقداد بالرجل يبكي ويصيح فسأله فأنبأه ما حدث، فأخذ المقداد بيمينه ومضيا صوب الأمير، وراح المقداد يناقشه حتى كشف له خطأه وقال له: «والآن أقِدْهُ من نفسك، ومَكِّنْهُ من القصاص»، وأذعن الأمير، ولكن الجندي عفا وصفح وانتشى المقداد بعظمة الموقف وبعظمة الدين الذي أفاء عليهم هذه العزة، فراح يقول: «لأموتَنَّ والإسلام عزيز».
حينما ولاّه الرسول صلى الله عليه وسلم إحدى الإمارات يوماً، فلما رجع سأله النبي: «كيف وجدت الإمارة؟»، فأجاب: لقد جَعَلتني أنظر إلى نفسي كما لو كنت فوق الناس، وهم جميعًا دوني، والذي بعثك بالحق، لا أتأمرن على اثنين بعد اليوم أبداً.
وتوفي المقداد سنة 33 هجرية في خلافة عثمان، وهو ابن سبعين سنة، وصلى عليه عثمان بن عفان ودفن بالبقيع.



الكلمات المفتاحية

النبي المقداد بن عمرو الولاية السلطة

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled لا تضاهي شهوة السلطة والإمارة، شهوة أخرى من الشهوات التي تشعر صاحبها بالخيلاء والكبر، فشهوة الإمارة والسلطة هي شهوة مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بحب الظهور،