كان رجل من الأنصار يدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويأمنه، لكنه قام بعقد عقد، وألقاه في بئر، فصرعه، فأتاه ملكان يعودانه، فأخبراه أن فلانا عقد له عقدا، وهي في بئر فلان، وقد اصفرّ من شدة عقده.
فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا فاستخرج العقد، فوجد العاقد اصفرّ، فحل العقد. وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فما ذكر ذلك، ولا رآه في وجهه قط، ولم يعاتبه حتى مات.
يقول زيد بن أرقم: فما رأيت تغيرًا في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم على الرجل، ولا ذكره له حتى مات.
وكان من جميل أخلاقه صلى الله عليه وسلم أيضا إذا صافحه الرجل لا ينزع يده من يده، حتى يكون الرجل ينزع، وإن استقبله بوجهه لا يصرفه عنه حتى يكون الرجل ينصرف، ولم ير مقدما ركبتيه بين يدي جليس له.
وعن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الرفق في الأمور كلها.
ووصفه ابن أبي هالة رضي الله تعالى عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم دمثا، ليس بالجافي ولا المهين، لا يقوم لغضبه شيء إذا تعرض الحق، حتى ينظر له، وفي رواية لا تغضبه الدنيا، وما كان لها، فإذا تعرض الحق لم يعرف أحدا، ولم يقم لغضبه شيء حتى ينتصر له، ولا يغضب لنفسه، ولا ينتصر لها.
وعن أنس رضي الله تعالى عنه: قال: كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي فجذبه بردائه جذبة شديدة.
قال أنس: حتى نظرت إلى صفحة عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم أثرت بها حاشية الثوب، من شدة جذبته، فقال: يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك، وأمر له بعطاء.
ودخل أعرابي المسجد، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس، فصلى ركعتين فقال: اللهم ارحمني ومحمدا، ولا ترحم معنا أحدا.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لقد ضيقت واسعا ، ثم لم يلبث أن بال في ناحية المسجد، فأسرع الناس إليه، فنهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: «تزرموه» ، فقضى حاجته، حتى فرغ من بوله وقال: " إنما بعثتم ميسرين، ولم تبعثوا معسرين، علموا، ويسروا، ولا تعسروا، صبوا عليه سجلا من ماء".
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورها